لَمْ أَحسَب يَومَاً بِأَنَنِي أَو حَتى يَدُر بِذِهني بِأَنَنِي سَأتَمَكَن يَومَاً مِنَ السَفَرِ ،، لِوَحدي! وَخُصوصَاً في مَنزلٍ مُتَحَفِظٍ كَمَنزلي!
في الثاني مِن يونيو مِن هذا العام 2016 في الساعَةِ الواحِدَة والنِصفِ بَعدِ مُنتَصَفِ اللَيل،، قَد اقلَعَت طيارتي مُتَوَجِهة لِمَطارِ اسطَنبول، مَشاعِرٌ مُختَلَطَة تَتَضارَبُ بِداخِلي،، أهُوه الفَرَح؟ الخَوَف؟ الدَهشَة؟ الحَماس؟ لا أدري! جَلَّ ما أَعرفهُ بِأَنَنِي ها أنا أَركَبُ هَذهِ الطَيارة وبِجانِبي زَميلَتي في الرِحلةِ،، انظُرُ عَبرَ نافِذَةِ الطائِرة للسماء المُظلِمةَ وأَضواء المَطارِ في الأُفُقِ،، مُوَدِعَةً بعيّنايَّ مَوطِني ومُتَجِهَةً نَحوَ مُغامَرَةٍ جَديدة..
كانَت الطائِرة واسِعَةً جِداً،، والتَعَبُ يَأكُلُ عَيّنايّ،، وكُلُها لَحَظاتٌ حَتى غَطَتْ عَيّنايّ،، في نَومَةٍ مُتَقَطِعَةٍ وغَيرِ مُريحَة،، لأنَني اعتَدتُ أَن اُسنِدَ بِرَأسي على كَتِفِ أَحَدِ أَخَواتي في رَحَلاتي السابِقة وأغُطُ في نَومٍ عَميق..
مَطار اسطَنبول
وَصَلنا في مَطارِ اسطَنبول حوالي الساعَة الخامِسَة والنِصفِ صَباحاً، مُنذُ أَوَلِ خُطوَةٍ نَزلناها في المَطارِ، شَعرتُ بَأَنَ كُلَ لَعَناتِ الدُنيا قَد حَلَت عَلينا! طَبعاً لَمْ يَكُن شُعوراً بِقَدرِ ما كان شَيئَاً رأَيتُه! فَالخِدمَة سَيِئَة، والتَنظيمُ سَيِّء، وأَخلاقُهُم سَيِئَة! لا شَيّء حَسَن يُذكَر! كَرَهتُهُم مُنذُ أَوَلِ لَحظَة وَطَئَت قَدَمِي بِمَطارِهُم! حَيثُ أَنَهُ كانَ هُناكَ مُسافِرين إيرانيين قَد نَزَلوا بِمَطارِ اسطَنبول كَترانزيت وطَائِرَتُهُم سَتُقلِع في السابِعَةِ! مِن خِلالِ خِبرَتي في موضوعِ الترانزيت اَنَهُ هُناك تَرتيبٌ خاصٌ لِجَميعِ المُسافِرين الترانزيت حَيثُ يَكونُ لَهُم مَسلَك خاص وتَسريع في المُعامَلاتِ وما إلى ذَلكِ، لَكِن في اسطَنبول فَالوَضعُ مُختَلِف جِداً!.. حيّثُ انَ الجَميع قَد حَنَقَ عليهم -المُسافِرين الإيرانيين- من ضِمنِهِم نَحن! فَلَمْ نَكُن نَعرِف لِمَ هَؤلاء تَجاوزوا الصَف! ولِمَ لَمْ يُوقِفهُم أَحَد؟ وغَيرَ كُلَ هذا ،، كانَ هُناكَ صَف لِعُبور الجَوازات، لكن الصَفَ غَيّرُ مُنَظَم، حَيّثُ انَ الجَميع كان يَتَزاحم على أولِ شباكيين بَينَما الشِباكُ الأُخرى لَمْ يَكُن يَمُرُ بِها أَحَد!
بِمَطارِ اسطَنبول، لَمْ أَرَ أي مُوَظَفٍ يَتَجَوَّل كما في بَقِيَّة المَطارات لِيَتَأَكَدَ مِن سَيّرِ العَمَل! أو يَرى إِن كان هُناكَ مُسافِرين تائِهين! أو حَتى لتَسهيل بَعضِ الأُمورِ كإِرشادِ المُسافِرين نَحو مَسالِكِهِم الصَحيحة في أسرَعِ وَقت! وكَذلِك، رَأَيتُ كيفَ انَ الأتراك لَمْ يُظهِروا أَي احتِرامٍ لرِجالِ الأَمنِ! فَلَمْ أرَ أيَّ هَيّبَةٍ لِرِجالِ الأَمن - ليّسَ فَقَط بِالمَطار!
اجراءاتُ النِزولِ بِمَطارِ اسطَنبول كان من المُفتَرَضِ اَن تَأخُذَ قَليلاً مِنَ الوَقت فَقَط، وبِالأخَص التَوقيت الذيّ نَزلنا فِيه كانَ في الفَجرِ، والعادةَ يَكون المَطارُ هادِئاً وتَسهَلُ الاجراءات، فَبِالفِعلِ كانَ المَطارُ هادِئاً، لكن قِلَةُ التَنظيم أَخَذَت مِنا وَقتاً طَويلاً لِخَتمِ الجَواز فَقَط!
فَكانَ أَولُ انطِباعٍ أَخَذتُهُ عن اسطَنبول، غايَةٌ في السُوء! لكن واصَلنا المَسِير..
فندق بولمان - ميركيور |
فُندُق بولمان أو مِيركيور؟
بَعدَ ما اتمَمنا اجراءاتِنا، أَخَذَ كُلٌ مِن الأشخاص المُرافقين لي في هَذهِ الرِحلَة خُطوط اتِصالٍ تُركِيَّة مِنَ المَطارِ، لكِن لَمْ أرَ أَيَّ داعٍ لي أن آخُذ خَطاً ثالِث وخُصوصاً بِأَنَهُ سَيَكونُ هُناكَ خَطُ انتَرنِت في الفُندُق والمَعرَض وبِإِمكاني مُشارَكَة الانترنت مِن اجهِزَتِهِم! - لَمْ يَكُن قَراراً سَديداً أبداً!
وبَعدَ ذَلِكَ اتَجَهنا لِسياراتِ الأُجرَة مُتَجِهينَ لِلفُندُق، وكان مَوقِعُ الفُندُقِ استِراتيجيٌ جِداً وبِالقُربِ مِنَ المَطار، ولَن أَنكُر إنَ أَوَلَ نَظرَة لِلفُندُقِ أَودَت بي لِلجَحيم! فَلا يَغُرُكَ جَمالُ الفُندُقِ الظاهِرُ قَبلَ تَجربَتِه! وبالطَبعِ خلِال وَقتِنا بِسيارَة الأُجرَة أَخَذَت زَميلَتي تَبحَثُ عَن الفُندُق وَوَقَعنا بِغرامِ الصُوَر،، لِلأَسَف!
فَوّرَ دُخولِنا لِفَوهَة الجَحيم ،، أَعني، الفُندُق.. كانَ راقٍ جِداً بِتَصميم حَديث وَعَصرِيّ، كانَ جَميلاً بِحَق! كُنا تَقريباً مِنَ الوفودِ الأوَلِيَّة التي تَصِل، وَصَلنا حُدود الساعَة السابِعَة صَباحاً،، كُنا نَتَوَقَع اجراءات تَرتيب اَسرَع، لأنَ كُلٍ مِنا قَد ارسَلَ بياناتِه مُسبَقاً وعَليّهِ يَجِبُ أَن يَكونَ كُلُ شَيءٍ جاهِز؛ عَليّنا فَقَط استِلامُ مَفاتيح الغُرَف.. لكِنَ الطامَةَ الكُبرى كانَت حِيّنَ قالوا لي اِنَ اسمي غَيّرَ مَوجود! كَيّفَ غَيرُ مَوجود! وأنا التيّ كُنتُ مَسؤولَة عن ارسال الأسماء والتَرتيب لِلوَفدِ البَحرينيّ! ومِن بَينِ الجَميع! لَمْ يَكُن اسمي مَوجوداً!! وانتَظرنا كَثيراً، والتَنظيمُ السَيّء الآخَر كان مِن جِهَة الشَرِكَة المُنَظِمَة الكُوَيّتِيَة التيّ استَلَمَت الأسماءَ مِن عِندي، والتي بِدَورِها كَذلِك عَليّها المُتابَعةَ والتَأكيدَ، وغَيرُ ذَلِكَ مُعامَلَتُنا كَأَحَدِ طَلَبَةِ المَدارِس وأمرُنا بِرُكوبِ الباص الذيّ سَيَتَحَرَك لِلمَعرَض تَمام التاسِعَة ونَحنُ لَمْ نَتَمَكَن حتى مِن دُخولِ الحَمام على الأَقَل أو وَضعُ حَقائِبِ سَفَرِنا في مَكانٍ ما! وناهِيكَ عن التَعَب الذي كان يَأكُلُ جَسَدِنا وأَقدامَنا التيّ ظَلَلّنا واقِفين عَليّها مُنذُ فَجرِ ذَلِكَ اليوّم!
النافورة |
مَرّ الوَقت، حتى انتَصَفَ النَهار، والأَغلَب قَد حُلَّتْ مُشكِلَتُه فيما عَدايّ! وَلَمْ أَعُد احتَمِلُ التَعَب أو وَجَعُ قَدَمَيّ أو ظَهرِي، جَلَستُ على حافَةِ النافورَة المُقابِلَة للاِستِقبال وَوَضَعتُ خَدَيَّ بَيّنَ كَفَيَّ وَاغمَضْتُ عَيّنَيَّ.. حَتى أَتَتْ زَمِيلَتي تُعطيني مِفتاح غُرفَتِها وَطَلَبَت مِني الذَهاب لِأَرتاح فيها،، ذَهَبتُ لِلغُرفَة وأَلقَيّتُ بِنَفسيِّ عَلى السَريرِ وبَعدَ مِضيِّ تَقريباً نِصفُ ساعَة طَرَقَتْ عَليَّ زَميلَتي باب الغُرفَة لِتُعطيني أَغراضي وطَلَبَت مِني أَن أَمكُثَ في غُرفَتِها وهيّ سَتَأخُذ غُرفَتي (التيّ في الأَصلِ هي غُرفَةُ أَحَدٍ آخَر مِنَ الوَفد البَحرينيّ لكِن لَمْ يَحضُر)..
الردهة |
ولَيسَت هَذهِ فَقَط الصَدمَة! بَلّ أَنَ الفُندُقَ الذيّ نَمكُثُ فيهِ عِبارَة عَن فُندُقان (بولمان وميركيور) طَبعاً بولمان هو الجانِبُ المُشرِقُ الأفضَل مِن جَميعِ النَواحي، وميركيور الجانب الغَيّر مُكتَمِل وغَيّرُ مُفَعَل وإنَما تَمَ تَفعيلُهُ بِشَكلٍ مُؤَقَتْ لِضِيوفِ المَعرَض.
استَيقَضتُ تَقريباً في الخامِسَةِ والنِصفَ مَساءاً.. والغُرفَة فارِغَةٌ وأنا وَحديّ بَيّنَ أربّع جُدران، اعتَدتُ أنْ استَيقِظَ وأرَى أُختي بِجانِبي ونَبحَث ونَجولُ في أَرجاءِ الغُرفَة نَستَطلِعُها، لكِنَ اليَوّم، أنا وَحدي! فَماذا مُمكِن أَن أَفعَل؟
السجادة |
نَهَضتُ مِن فِراشي وذَهَبتُ لِأُصَليّ،، لكِن مَهلاً! أينَ السَجادَة! نَسَيّتُ سَجادَتي في المَنزِل!مَالعَمَلُ الآن؟ .. جُبتُ أنحاءَ الغُرفَةِ بَحثاً عَن حَلّ، فَلَمْ أَجِد غَيرَ المِنشَفَة لِتَكون بَديلاً.. تَم حَلُّ المُشكِلَة بِنَجاح!..
ذَهَبتُ لِغُرفَة زميلَتي (غُرفَتي في الأَصلِ)، أَخَذتُ استَطلِعُ الغُرفَة إِذ هيّ سَريريين مُنفَصِليين، غُرفَة مُطِلة على الفُندق، ولا يَصِلُ لها الاِرسال!
تَتَوالى الصَدمات في فُندُق بولمان أوميركيور بِالأحرى،، حَيثُ إننا كُنا نُحاوِلُ أن نَشبكَ على الانتَرنِت التابِع للفُندُق لكِن لَم نَفلَح! لِماذا؟ هَل الاِسِم خَطأ؟ رَقمُ الغُرفَة؟ الحُروف خَطأ رُبَما؟
الغرفة المطلة على الفندق |
خَطُ الانتَرنِت، أَينَ هو؟
عِندَ مُراجَعَتُنا للاستِقبال، تَمَ اعلامُنا بالآتيّ: "في هذا الجانِب مِنَ الفُندُق الذيّ تَسكُنون فِيه لا تُوجَد خِدمَةُ انتَرنِت، ولِهذا السَبَبْ تَمَ اعطائُكُم هذِه الغُرَف، بِإمكانِكُم استِخدام هذا الانتَرنِت بِهذا الاسم السِريّ لكِن فَقَط في الرُدهَةِ، الآن هَلا ابتَعَدتُم فِإِنَكُم تَسِّدون الطَريق عن الزبائِن".
ما إن سَمِعتُ هذِه الكَلِمات الوَقِحَة، حَتى انصَرَفت عَنهُم حَتى لا أُجادِل هذا القَوم البَغيض! وأَخَذتُ الاسمَ السِريّ وبَدَأتُ بِمُخاطَبَة أَهليّ الذيّنَ كانوا يَنتَظِرونَ مِني كَلِمَة لأُطَمئِنَهُم عَليّ.
لَمْ تَكُن هذِه مُشكِلَة الانتَرنِت الوَحيدَة في اسطَنبول! فَقَد كانَ مَطارُ اسطَنبول كَذلِك غَيرَ مَدعومٍ بِخِدمَةِ انتَرنِت مَجانية كَما هُو الحال في باقي المَطارات! كانَ يَجِب أَنْ يَكونَ عِندَكَ خَط اتصال تُركيّ أَو أَن تَدفَع عَبرَ نِظامِ الدَفعِ الاِلِكترونيّ حَتى تَتَمَتَعَ بِحُرِيّةِ استِخدامِ الانتَرنِت!..
ولَيّسَ هذا فَقَط!.. حَتى عِندَ دُخولِنا لِلمَعرَض، ظَهَرَ لنا عَبْرَ اجهِزَتِنا امكانِيّة الوُصول عَبرَ الانتَرنِت، حَيّثُ تَستَطيع شَبكَه لكِن بِدون استِخدامِه! كَيف؟ لا تَسأَلني، رُبَما بِسَبَب العَدد الكَبير بِالمَعرَض - لا اعتَقِد.
جَولَة سَريعَة في اسطَنبول
المطعم المطل على البحر |
بَعدَ أن ايقَظتُ زَميلايّ في الرِحلة، قَرَرنا الخُروجَ لِتَناوُلِ العَشاء، كانَت السابِعَة مَساءاً، لكِن لا تَزال الشَمسُ مُشرِقَة في سَماءِ اسطَنبول!
أَخَذنا سَيارة الأُجرَة وانطَلَقنا إلى مَطعَمٍ بَحريّ يَطلُ على البَحرِ، حَيّثُ وَجَدنا صُعوبَة في التَواصُل مَعَهُم لأَنَهُم لا يُجيدون العَرَبِيَة أَو الانجِليزِيَة! لِحُسنِ الحَظ أَنَ هُناك سوريين يَعمَلون مَعَهُم بالمَطعَمِ.
وبَعدَ ذلِك عُدنا لِلفُندُق لأَنَهُ حَلَّ الظَلام حُدودَ الساعَة الثامِنَة مَساءاً.
المَعرَض الصيني
صَباحَ يَوّم الجُمُعَة والمُوافق الثالِث مِن يونيو واليَوّمَ الثاني لِلمَعرَض الصيني. استَيّقَظنا صَباحاً وجَهزنا انفُسَنا للانِطلِاق لِلمَعرَض الصيني.
ما أَن دَخَلتُ المَعرَض، حَتى شَعَرتُ بِأَنَ مَجرى حَياتي قَد اختَلَف! اختَلَفَتْ نَظرَتي لِلحَياة وبِالأَخَص اِتِجاهَ عَمَليّ، رَأَيتُ فُرَصاً شاسِعَة لِبَدءِ حَياةٍ عَمَليّةٍ جَديدة! ما الذيّ يُؤَخِرُني عَن هذا؟
المَعرَض كان يَضُمُ عَدَداً كَبيراً مِن التُجار الصينيين والذين يَملِكون مَصانِع، البَضائِع شتى بَدءاً من المَلابِس حتى المَنتوجات المَعدِنية حتى البلاستيك والأكواب، آفاق جَديدة في عالَم التِجارة كُلُها تَحتَ سَقفٍ واحِد!
المعرض الصيني |
تَقسيم
ميدان تقسيم |
في المَساء، قَرَرنا زِيارة المَنطِقَة المُجاوِرَة "تَقسيم"، أَخَذنا سَيارَة أُجرَة واِتَجَهنا نَحوَّ تَقسيم، وكانَ لَيّلَة نِهايَة الأسبوع والشَوارِعُ مُزدَحِمَة جِداً، أَخَذنا جَوّلَة سَريعَة في شَوارِع مَنطِقَة تَقسيم وقُمنا بِشِراءِ أَنواع مِنَ الحَلويات لِرِحلَة العَودة، أَما أنا! فَقَد انقَضَضتْ على الشوكالاتَه، فَهذِه أَنواع جَديدة عليَّ أَنْ أُجَرِبَها!
لَمْ يَكُن حَظُنا أَوفَر في عَودَتِنا مِن تَقسيم.. فَقَد أَخَذْنا سَيارة أُجرَة كان يُأخذُ سائِقها مَسارات أُخرى على حَسَب قَولِه إِنَ الشَوارِعَ الرَئِيسية مُزدَحِمَة بِسَبَب عُطلَة نِهايَة الاسبوع فَأَخَذ يَسلك مَسارات الاَنفاق وغَيرُها، وَحينَ وَصَلنا لِلفُندُق كانَت الأُُجرة عالِية! لكِن حَسَب قَولهِ أَنه على العَداد، أَخَذَ كُلٌ مِن زَميليّ بِإعطائِهِ المَبلَغ على أَقسام ولله الحَمد إِنَني كُنتُ أُراقِب، فَخُبثُ هذا الشَخص لَمْ يَكُن مُتَوَقَعاً فَقَد استَبدَل عُملَة 50 ليرة مَعَ 5 ليرة وأَخَذَ يَقول بِأَننا أَعطيناه 5 بَدَلاً من 50! لكِن حينَ رَأى إننا كُنا على يَقين بِما أعطيناه وإنَ المَوضوع سَيَكبَر واحتِمال زِيارَة مَركَز الشُرطَة تَفادى المَوضوع واظهَرَه على صُورةِ إننا لَمْ نَفهَم لُغَتَه! وإِنَهُ كان يَقصِد إن المَبلَغ كامِل!..
مَعالِمُ تاريخِيّة
في اليَوّمِ الثالِث، الرابِع مِن يونيو، قَرَرنا زِيارَة بَعض مِن المَعالِم الأَثَرِية باسطَنبول، فَقُمنا بِزِيارَة جامِع سُلطان أَحمَد "الجامِع الأزرَق" وما حَولَه مِن مَعالِم وأَماكِن سياحِية، وبَعدَ ذلِك اتَجَهنا لِمَطعَمٍ ساحِليّ آخَر في اسطَنبول، لكِن هذِه المَرّة مُختَلِفَة!
حَيّثُ أَنَهُ كانَ مِنَ المُفتَرَضِ بَعدَ وجبَةِ الغَداء هذِه نَعود لِلفُندُق ونَأخُذ استِراحَة بَسيطَة ونُعاوِدُ الخُروج لِمَكانٍ آخَر كالسوقِ المَسقوف وغَيّرهُ، لكِن ما أَن عُدنا لِلفُندُق وكلٌ مِنا يُعاني مِن وَعكَة صِحيَّة! ارقَدَتنا الفِراش حَتى اليَوّم التالي.
طَبعاً صِرتُ وَحيدة! أَخَذتُ أَجولُ بِغُرفتي وأَجُولُ الفُندُق واستفيدُ قَليلاً مِن انتَرنِت الفُندُق..
جامع سلطان أحمد - الجامع الأزرق |
رِحلَةُ العودَة!
صَباحَ اليَوم التالِي،، الخامِس مِن يونيو والأخِير في اسطَنبول، كُلٌ مِنا يُوضِبُ حَقيبِتَه استِعداداً لِلعَودَة، واتَجَهنا لِلمُجَمَع المُقابِل لِلفُندُق نَجوب أَنحائَه عن هَدايا لِلعَودَة، وتَناوُل الغَداء.
توظيب الحقائب |
ألعاب التركيب |
كانا يَجولان المُجَمَع بَحثاً عَن ألعاب لأِطفالِهِم، لكِني أَنا مَن اِستَفاد مِن مَحَلات الألعابِ بَدَلاً مِنهُم، فَقَد حَصَلتُ على لُعبَة التَركِيب وبِسِعر لا أَتَوَقَع أَبَداً بِأَنَني سَأَحصُل عَلى مِثلِهِ بِالبَحرينِ!
ولكِن مَعَ كُل هذِه المُشتَريات! لا يَوجَد مَكان لَهُم في حَقائِب العَودَة! فَأَخَذنا نَجُوبُ المُجَمَعَ بَحثاً عَن حَقيبَة تَلُمُ هذِه المُشتَرَيات..
العين الزرقاء |
اتجَهنا لِلفُندُق وحَمَلنا حَقائِبَنا وتَوَجَهنا لِلمَطار، كُنتُ ابحَثُ عن مِيدالِياتٍ أو تَذكاراتٍ بِمَعالِم تُركيا، إِذ أَتاني البائِع وأَهداني هَدِيَة عِبارَة عَن دَبوسٍ مُعَلَق بِه "العَيّن الزَرقاء" وقال لي: "هذِه تَجلُب الحَظ" اسعَدَتني مُبادَرَتُه الطَيبة حَيثُ أَنَهُ أَوَلُ وآخِرَ شَخصِ لَطيف أَلتَقي بِه في اسطَنبول!
بِالطَبع مُفاجَئات اسطَنبول الكَريهَة لا تَنتَهي! فَفِي رِحلَة العَودَة الطائِرة كانَت ضَيِقَة جِداً! حَيثُ يَصعُب التَحَرُكُ فيها بِعَكس طائِرة الذهاب! وغَيرَ ذلك، تَأَخر الرحلة ما يُقارب ساعَة وأَكثَر!
الجانِب المُشرِق
طبيعة خلابة |
ولِكُلِ سَيءٍ حَسَنات، فَكان مِن حَسَنات هذِه الرِحلَة أو الجانِب المُشرِق فيها، هو السَفَر بِحَدِ ذاتِه لِمَكانٍ جَديد وعالَم جَديد وقارَة جَديدة، وقَد استَمتَعتُ كَثيراً بِالأَجواء اللَطيفَة والأَمطار الخَفيفَة والطَبيعَة الخَلابَة والمَناظِر الطَبيعيَّة الجَميلَة واخضِرار الشَوارِع والساحات وناهيكَ عَن المَناطِق الأَثَرِيَة التيّ زُرناها.
صَدمَة أخيرة!
وأخيراً ولَيسَ آخِراً، في يَوّمِنا ما قَبل الأَخير باسطَنبول، اتَجَهنا نَحو الاستِقبال لِتَمديد لَيلَة واحِدَة حَيّثُ إِن المَعرَض يَنتَهي في الرابِع مِن يونيو ورِحلَة عَودَتِنا في الخامِس مَن يونيو، لكِن الصَدمَة كانت حينما قال أَنَهُ بِإمكانِه نَقلُنا لِقِسم فُندُق بولمان وقَضاء الليلة هُناك إِن شِئنا حَيثُ إِنَ ذلِك القِسم لَن يَكونَ بِهِ أَحَد! لو كُنا نَعلَم أَن تَمديد لَيلَة واحِدة سَتَأخُذُنا لِلجانِب الأَفضَل مِن الفُندُق لَكُنّا أَخبَرناهُم مُنذُ أول يَوّم وَطَئَت قَدَمُنا لِلفُندُقِ!
فُرصَة! لكِن عَناء الاِنتِقال لا يُضاهي هذِه الفُرصَة، فَرَفَضنا العَرض بِحَرقَة..
حَصِيلَة الرِحلة
بِالطَبع قَد حَصَدتُ أُموراً مِن هذِه الرِحلَة! فَقَد حَصَلتُ على كوبٍ كَهَدِية واشتَرَيتُ أَلوانَ أكريليك مِنَ المَعرَض الصيني، وغير الشُوكالاتَه التيّ اشتَرَيتُها مِن تَقسيم والأَلعاب والخَواتِم مِن المُجَمَع والمِيدالِيات التَذكارِية مِن المَطار!
الحلويات من تقسيم
الخواتم من المجمع والألوان من المعرض
الكوب الهدية من المعرض
خِتامَاً..
وفي الخِتام، غَيّضيّ وغَليّليّ عَلى اسطَنبول كان عَظيماً، لكِني أَوَدُ أَن أَزورَها مُستَقبلَاً للأماكِن التي لَمْ أَتَمَكَن مِن زِيارَتِها، ورُؤية مَعالِمِها الطبيعيَة والاستِمتاع بِها لكِن بِدون التَعامُل مع سُكانِها!