كم هو أمرٌ غريب!! أن تكون محبوباً واجتماعياً ولديك الكثير من الأصدقاء، بعدها فجأة تصبح صفر اليدين! ليس لأنهم لا يحبونك او لأنك لم تشئ ان تستمر في صداقتك لهم، إنما لأن البشر في تغيّر ولن يبقى أحد كما هو. بالأمس كان طيباً واليوم هو شرير، بالأمس كان محبوباً واليوم هو يبعد الناس عنه بتصرفاته، بالأمس كان حبيباً واليوم عدواً.
أنا اتحدث عن نفسي طبعاً، لطالما كنت افكر، في يوم زفافي، ادعو من واترك من! وهذا طبعاً يدلّ على العدد الكبير من الأصدقاء لي؛ بينما لدي عائلة صغيرة جداً.
فجأة هؤلاء الأصدقاء، تغيرت اطباعهم، صفاتهم، وكلشيء جميل كان سبباً في صداقتنا.. اليوم، وفي رحلة الحياة، وخصوصاً في سن الجامعة، كم يصعب بأن تجد شخصاً طيب القلب، صافي القلب والنوايا، شخصاً تثق فيه باختصار. رأيت انواعاً من الأقنعة والمكر والكره والحقد في هؤلاء والنوايا المبطنة. كم هو صعبٌ الآن ان تجد صديقاً، كم هي الحياة تختلف عما كنا عليه في صغرنا وفي ايام المدرسة.
أنا اليوم، أفعل كما يفعلون، ليس أن اتلون وابدل أقنعةً كما يفعلون، لا، إنما اكوّن علاقاتاً سطحية، لازال لدي العديد من الأصدقاء، لكن بحدود وبحواجز.
في مرةٍ من المرات، كنت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرفت على فتاة تصغرني بما يقارب الخمس سنين ونصف سنة. من خلال معرفتي لها، ذكرتني بعلاقاتي السابقة وبأيام المدرسة. كيف هي البراءة رغم الشقاوة، وكيف هي صفاوة القلوب وبياضها. كم اشتقت لتلك الأيام، وكم أنا سعيدة لحصولي على صديقةٍ كهذه تجمعنا الكثير من الصفات والهوايات.
أحمد الله على كل حال، فربّ ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم. فأنا لست متضايقةً على شيء، إنما رأيت بعضاً من الجانب الغير مشرق للحياة.