رُبَّ أخٍ لم تلدهُ أُمُكَ، هوَ عُنواني الذي سَأبدأ بهِ سطوريَ، فسبحانكَ إِنَ ليَّ أخاً لم تلدهُ أمي ولا هوَ من لحمي ودمي لكنهُ كثيراً ما يثيرُ مدمعي بحلو خلقهِ ونقاءِ صدره.
أنا اليوم اكتبُ عن شخصٍ لم أرَ مثلهُ قط! شخصٌ يجبركَ على محبتهِ، بياضُ قلبهِ، صفاءُ عقلهِ، قلبهُ الكبير، حبهِ للخير، نواياه الصالحة. كنتُ لأندم لو لم أعرفه ولم ألتقِ به! هو نادر الوجود، هو باختصار اشبه بملاك.
قد يقرأُ أيُ شخصٍ اسطري الاولى ويقول: ما كتبت عنهُ الا وهي ذائبةٌ في حبهِ. لكنني سأجيب: ما أنا بِغارقةٌ في حبهِ ولا أنا عاشقةٌ لهُ، إنما أعجب لوجودِ شخصٍ مثلهِ في عالمٍ كثرت به الذئاب!
دعوني اتعمقُ في وصفِ هذا الانسان! فأنا اليوم شعرتُ بأنهُ علي ان اكتبَ عن هذا الإنسان الرائع!
قلبُ هذا الإنسان يصافحُ قلوبَ الناسِ بابتسامةٍ. فهو يقدمُ العونَ والمساعدةَ لأيِ شخصٍ كان، يحبُ الخيرَ لغيرهِ، لا يعرفُ الأنانية! لستُ اقول بأنه انسانٌ كاملُ الصفات، بهِ عيوبٌ لكن خصالهُ الحسنة أكثرُ من ذلك.
أنا سعيدةٌ بلقائي به! فلو لم يكن بجانبي لكنت تعيسة! ساعدني لتخطي مشكلاتٍ عديدة أغلبها نفسية، وكلنا نعرف كم هو صعبٌ ان نتخطى هذا النوع من المشاكل! بينما هذا الإنسان قدمَ لي العون من بعيد! لم يدخل بصورة مباشرة لحل المشكلة، فقد عرفَ ظاهرها ولم يكترث بجوهرها لأنه بنظري سيكون تدخلٌ في شؤونِ الآخرين. هذا الشخص تعمدَ افراحي ونيلَ بهجتي من دونِ علمي! بينما ظننتُ إنني ثِقلٌ على كاهِلهِ! هذا موقف من مواقفهِ الرجوليةِ النبيلة الشهمة!
وايضاً، راقبت عن كثب تعاملهُ مع عددٍ من الاشخاص، لاكتشفَ ما إذا كانت معاملةً خاصة او شيءٌ من ذلك، وجدتهُ صادقَ المشاعرِ، طيبَ الروحِ، مرحَ الطباعِ. بينما ظاهرهُ جادٌ جداً.
نسيتُ أن أذكرَ أمراً بالغاً في الأهمية! كيف نسيت وهو امرٌ من أفضل الأمورِ التي رأيته قدمها لي. يُحرجني هذا الإنسان عندما لا يرفضُ لي طلباً بينما أُناسٌ أُخر ينحرجون عندما يُرفضون! ينفذ طلباتي من دونِ ان اطلبها! حتى الأزواج لا يفعلون ذلك! يساعدني من دون أن أشكي! ويهونُ عنيَ هميَ دونَ أن أبكي! والأروع، إنني عندما انعزلت عن هواياتي أعادني لها دون ان اشعرَ، فها أنا اعود للكتابة وقبلها للخياطة ولازال يحاول أن يعيدني لمجال الرسم! حقاً انني اعجزُ عن وصفكَ!
هنالِكَ اشخاصٌ يجبرونكَ لمحبتهم من دون قصد، إنما بمعاملتهم وأخلاقهم، يجبرونك على احترامهم وتقديرهم. كم من أسرةٍ تمنت إبناً مثلك.
إنني اتعمدُ عدم ذكرِ شخصهِ او اي شيء، لأنني بطبيعتي أكرهُ ان اذمَ او امدحَ شخصاً وأنا لتوي اعرفه، ولا اريدُ ان اتسرعَ في حكمي، لكن لهذا الانسان! عجزتُ عن التردد حتى وانطلقتُ اكتبُ كلاماً في مدحِ حضرتهِ المحترم.
نِعمَ هذا الإنسان ونِعمَ التربية، نِعمَ هذا الخُلق الحَسن ونِعمَ الأم التي انجبته.