جالَستُ يَوماً فَتاةً ، يُخَيِّمُ عَلَيّها الحُزن ، فَسَأَلتُها : مالَكِ شارِدَةُ الذِهن وبِوجهِكِ تَرّتَسِمُ مَلامِحُ الحُزن؟ ماعَهِدتُكِ هكذا! فَلِلَحظَاتٍ لِم تَنطِق ، وسَكتُ حَتى لا أُضَيِّقَ عَلَيّها وأَمَئتُ رَأسِيَّ لِلأسفَل ، فَقد شعرتُ بِأَنني تَطَفَلتُ عَلَيّها في خُصوصِياتها. وبَعدَ صَمتٍ ، تَحَرَكَتْ شِفاهُها ، قالتْ : ما لي لا أَحزَن! وأنا أَرَى التَقّديرَ مِنَ الغَريب ولَيسَ مِنَ القَريب! لا اسمَعُ المَديحَ منَ القرَيب! َفكيّفَ ليَّ أَنّ أَفرحَ وغَريبٌ يَمتَدِحُوني! وفي نَفسي اتطلع لِابهارِ أَقرِبائي! أَرَدتُ مِنهُم أَنّ يَفخَروا بيَّ لَيسَ إِلا! لكنَ كُلُ ما أفعَلُه هو غَيرُ صائِب وغَيرُ أخلاقي وخارِج عَن العادات والتَقاليد الأُسَريّة! فالتَفَتَتْ إِليّ ونَظَرَتْ في عينيّ وقالتْ: فهَل الاعتِمادُ على النفسِ أَمرٌ مُعيب؟ شَعَرتُ بِرَهبةٍ حينَها وبِضَياع! هَل أَقِفُ مَعها أَم مَعَ أَهلِها! ما هو الصَواب! وهل سَتَتَأثرُ سَلّباً بِرَديَّ! إذاً عليّ أَنّ اُلازم الصَمتَ مُجَدداً وعَدَم الأَخذِ بالحُكم. فابتَسَمَتُ َلها وقُلتُ : لا يَهُم! طالَما إِنَ ماتَفعَلينَهُ صَواب وتَسمَعينَ الَمديحَ مِنَ الناسِ الطَيِّبين لا الخَبيثين. إذاً انتي عَلى صَواب، لا تَكتَرِثي، لا تَتَأَثَري سَلّباً بِتَصَرُفاتِهم ، فَقَد عَهِدتُكِ قَوِّية وإيجابِيَّة! نَظَرَتْ إِليَّ وأَسنَدتْ رَأسَها بِيَدِها ولَزَمَتْ الصَمت لِبُرهَة ثُم قالَتْ: لكنَ ذلِكَ يُشعِرُني بِالنَقص! إِنَني بالِغَةٌ كِفايَة! لكِنَني لازِلتُ أُريدُ اهتِمامَهم! أُريدُ تَقديرَهُم! فلَو مَلَكتُه، لَن أُبالي بِأَي رَأيٍّ سَّلبيّ عّني مِن قِبَل الآخَرين وَلَو كانوا كُلهُم ضدي! فَلا يَلزَمني إِلا هُم! هُم سِندي - كَما هُو مُفتَرَض! خَجِلتُ مِن كَلامِها لأَنَني أَعرِف بِأَنَها عَلى حَق، و رَقَّ قَلبيَّ عَلَيّها وشَعَرتُ بِتَجَمد الدَمّ في وِجنَتَيّ وَكَأَنَني السَبَب في ذلك، فَلَم أَتَمالَك نَفسي إِذ بِيَّ احتَضِنُها بِقُوة ومَلامِحُ الدَهشَة بِها وهَمَستُ لَها: إِنَني أَثِقُ بِكِ! وأعلَمُ إِنَهُ يَوماً ما سَتَكونينَ شَخصاً مُهِماً! لا عَلَيّكِ! واصِلي التَقَدم! وتَأَكَدي بِأَنَني سَأَظَلُ بِجاِنبِكِ وأُسانِدُكِ. ابتَسَمَتْ واحتَضَنَتني وقالَتْ: نِعمَ الصَديقَة هِيَّ أَنتِ! كَم إِنَني مَحظوظَةٌ بِكِ!
ملاحظة: القصة تأليف والهدف هو السيناريو فقط
23/07/2012
23/07/2012