الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

وداعاً 2013 ~

مَضى عامٌ  مِن حَياتِنا .. عام مِن سَنَواتِ حَياتِنا .. عام أَنجَزَ فيهِ البَعض والبَعضُ الآخَر مُتَكَتِف اليَديّن .. عام مِنَ الفَرَح والحُزن، الأَمَل والأَلَم، إِنجاز وتَحقيق ذات، تَكاسُل وتَخاذُل، تَفاؤُل وعُبوس واِحباط ..


لا يُوجَد عام سَعيد أو عام حَزين .. شاءَ الله أَن تَمتَزِجَ الأيام بِكُلِ ماذُكِر وأَكثَر .. إِنَما عَلى الإِنسان أَلا يَيّأس .. إنَما يَتَحدَى ذاتَه لِيَتَمَكَن مِن تَحدي الصِعاب والظُروف والمُعَوقات ..



قَبلَ أيام .. عَزِمتُ عَلى أَمر .. شَدِدتُ الرِحال وكُنتُ عَلى أَتَمِ الاِستِعداد .. مَساءَ أَمس فَقَط .. تَغَيَرَت خُطَة مِن خُطَطِي .. بِالإِمكان القَول .. بِأَنَني نَقَلتُ بَعضَ الخُطَط لِتَكون الخُطَة "ب" قَبلَ تَجرِبَة أو فَشَلِ الخُطَة " أ " .. لَم تَكُن الخُطَة لِتَفشَلَ أَبداً .. لكِن .. هُناكَ دائِماً ما هو أَفضَل..



في كُل عام .. نَلتَقِي الكَثير مِنَ الأصدِقاء .. ونَفقِد البَعض .. والأَصيل يَبقى دائِماً .. ويَظهَر مَعدَن كُل شَخص .. في وقتِ الشِدة ..



في عامي الثالِث والعِشرين .. شَهِدتُ الكثير مِنَ العَوائِق والتَحَدِيات .. في عِشيّة سَنة 2013 كُنتُ غارِقَة في الأحلامِ .. في الاتجاهِ الخَطَأ طَبعاَ .. كُنتُ حالِمة .. لكِن لا يَضر .. ولَن يَضُر أَبداً.. فالإنسان دائِماً وأبَداً يَتَعلَم مِن أَخطائِهِ ..



كان عاماً مُثمِراً لِلغاية .. ولله الحَمدُ والشُكرُ كُلُه .. بَلَغتُ فيهِ ما كُنتُ أَسمو وأَصبو لَه طِيلَة هَذِهِ السِنين .. أَتمَمتُ بِناءَ مَنزِلي المُستَقبَليّ .. مَنزِلي المِهَنيّ .. كُنتُ أَخشى أَن يَهزِمَني العُمر وأَلا أُحَقِق الكَثير .. لكِن كَما ذَكرتُ مُسبَقاً.. تَحَدي الذات يَكون في المُقَدِمَة .. 



كان هُناكَ العَديد مِنَ العَوائِق .. أَفكار البَعض وتَوَجُهاتِهِم .. عادات وتَقاليد سائِدَة لا مَعنى أو مَغزى لَها .. وكذَلِكَ كان الحَسَد عائِقَاً في طَريقِ تَقَدُمي .. لكِن رِسالَتي هي .. مَالَكَ تَحسِدُ ما لا تَملِك ولا تَعلَم ما أَنتَ بِمالِك وغَيرُكَ لا يَملِك! اللهُم إني أَعوذُ بِكَ مِن شَرِ النُفوس وشَرِ البَشَر وشَرِ كُلِ حاسِدٍ إذا حَسَد .. 



أواخِر هذا العام .. واجَهتُ صُعوبات عَديدَة وشَديدَة .. صُعوبات كادَت تُلقي بي أَرضاً .. لكِنَني أنا وَقَفت لِلنِهاية .. ومُجَدداً يَعودُ الشُكرُ كُلُهُ والحَمدُ لله وَحدَه.. لَولاه .. لَما حَصَل كُل ما هو خَير لِكُلِ إِنسان مُؤمِن بِه ..



أنا إنسانَة راضِيَة عَن نَفسي .. وإِن كانَت زَلاتي عَديدَة أو غَبِيَة أو لا حَل لَها .. فَكُلُ ما يَحدُث .. يَحدُث لِسَبِب .. ويَعطي سَبَباً لِلصُمود وإِتمامِ  الطَريق .. 



عام أَلفان وثَلاثَةَ عَشَر .. يُوَدِعُنا في غُضونِ دَقائِق قَليلَة .. فَلا نَطلُب مِنَ الله غَيرَ الصِحَة والعافِيَة والمَغفِرَة مِن ذنوبٍ أَذنَبناها ونَجهَلها وأَن يَمحُو خَطايانا ويُديم لَنا أَحبابَنا ويُعطينا القُدرةَ عَلى أَن نُحَقِقَ المَزيدَ مِنَ التَقدُمَ والاِزدِهار في عَمَلِ الخَيّر.. 



كُلُ عامٍ واَنتُم بِخَير .. كُلُ عامٍ وأَنتُم أَفضَل .. كُلُ عامٍ وأَنتُم أَقوى .. كُلُ عامٍ وأَنتُم خَيّر ومَنفَعة لِلمُجتَمَع ..



سارة عمر محمد 

الخميس، 19 ديسمبر 2013

رِجالٌ لَن تَتَغَيّرَ أَطباعُهُم ~

اختَلَفَت أَعمارُهُم وأَشكالُهُم وأَحَجامِهُم.. وَوَحَدَهُم حُبُهم لي..
فَأَحَبوني شَهوَةً ليسَ إِلا..
لَم يتمكن أَحَدهم أَن يُبادلِني الشعور ذاتَه!
فَأَحبَبتُهُ أَخاً لِتَقاربِ تَفكيرِنا .. فأَحَبَني كَحَبيبَة..
أَحبَبتُهُ صَديقاً لِتقارُبِ أَعمارِنا، أُعينُهُ ويُعينُني في الضِيقِ.. فَأَحَبَني جَسَداً..
أَحبَبتُهُ كَوالِدٍ لي لِكِبَرِ سِنِه.. فَأحَبَني شهوةً..
اختَلَفوا في القَوالِب.. والقَلبُ واحِد!..

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

جيل آخر زمن..

إذا اعتَذَرَ مِنكِ الشاب وقالَ إِنَّ مَوضوعَ الزواج خارج عَن إِرادَتِهِ، سَواءً بِالنَفَقات ِاو المُوافَقة ..
فَحَيِّيهِ وقولي لهُ سلاماً .. 
فَنَحنُ في زمنِ، الأُنثى تَستَطيع تَحمّلَ نَفَقاتِ الزَواج وأكثر، وقادِرة أَنّ تُغَيّرَ وِجهاتَ نَظَرِ الجميع في سبيلِ ما تُريد..
فَهَل أَصبَحَت أُنثى اليَوّم .. رَجُلَ العَصر؟
في حِينِ الرُجولة باتت اسماً فقط؟!

أَليست اﻷُنثى خُلِقَت لِتَكونَ مُدَلَلَةً؟ في أَحضانِ أَهلِها الذينَ تَعِبوا في تَربيَتِها، وشَقوا لِتَتَعَلّم وتنال أرقى المناصِب وأفضَلها، وحَرِصوا على أَنّ تَشُقَ إبنَتهم الطَريقَ الصَحيح!

لِيَأتِيَّ شابٌ.. فاشِلٌ دِراسِياً.. مَحظوظٌ عَمَلِياً.. مَحبوبٌ مِن قِبَلِ المُجتَمَع لِكونه "ذَكراً"..ويَنتَشِلها مِن دﻻل أهلِها لِيُشقيها.. ويَعوي في سَبيلِ "تَخفيضِ" مَهرِها.. بَحُجَةِ أنهُ ﻻ يَستَطيع تَلبِيَّةِ مُتَطَلِباتِها ..

 وأنا ﻻ أتَكلم عن اللاتي يُبالِغنَ في غَلاءِ مُهورِهِنَ إنما المُعتَدِﻻت اللاتي يَحظَين بِخُطابٍ يَتَحَجَجّنَ بِمهورِهِنَ في حِيِن إنهم ﻻ يَستَحِقُنهن..

أعلم بِأنهُ هُنالِكَ مَن سَيأَتي لِيقول: "خلكم جذي وخيسوا في حضون أهلكم وصيروا عوانس". 
عُذراً... لكِن بِنَظَري .. أنّ أكونَ "عانساً" أكثرَ شَرفاً لي مِن أنّ أشقى في تَربيةِ "دلوع الماما" الغير قادر على تَحمُلِ مَصاريفِهِ الشَخصِيّة!

#مُلاحَظة: كَتَبتُ هذا ﻷن شَخصاً كَلَمني بِطَريقَةٍ غيرِ أخلاقية فَطَلَبتُ مِنهُ أَن يَطلُبَ والِدَته أَن تُزَوِجه لكي ﻻ يَرتَكِبَ المُحرَمات والمُنكَرات، فَكان الرَد سَخيفاً جِداً حَيث ُقال أَن لَيسَ بِاستِطاعةِ والِدَتِه أنّ تُعيلَه!

#عِلماً: بِأَنَهُ شابٌ في عُمرٍ مُناسِبٌ لِلزَواج ويَعمَل وبِإمكانِه الزَواج "لو أراد".

أدعوا الله أن يهدي الجميع...

#تعقيباً على ذلك:
شَخصان استَغرِب مِنهُما واستَحقِرُهما، عَجوزٌ أشيّبُ الشَعرِ، أَبٌ وأحياناً جَد.. ويَشتَهي الفَتيات الصَغيرات والُمغازَلة. واﻵخر يَتَلَبس لِباس الدين والعِبادة والالتِزام ويُرائي الناس وهو يَتَغزل وَقتمَا سَنَحت له الفُرصة! ..

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

فارس أحلامي ! ~

يسألونني عن فارس أحلامي.. من هو؟ كيف يبدو؟ وماهي مواصفاته؟


سأجيب عن تساؤلاتكم ..


هو طويل .. ضخم البُنية.. وتبدو على جسمه آثار رفع الأثقال.. بالطبع هو قوي! وشعره أسودٌ كشعري.. يصل إلى أسفل إذنه بقليل.. ويبدو كالحرير منساب.. أنفه طويل كالسيف.. عريض  الفك .. خشن الملامح .. أسمر .. 


مواصفاته؟ بالطبع يتحلى بأحلى المواصفات .. فهو خلوق.. طيب القلب.. حنون .. جميل .. صافي النوايا .. عذب اللسان .. ذا أسلوب راقٍ .. هادئ .. ذكي .. متعدد المواهب والهوايات .. سريع البديهة .. ويتصف بكل ما هو جميل ..


يصعب إيجاده؟ نعم يصعب .. فهو غير موجود من الأساس .. هو فارس "الأحلام" وليس له على الأرض وجود .. فارس أحلامي هو حلم يقظة .. حلمٌ وردي .. 


فأنا رجل نفسي .. ولست بحاجةٍ لرجل يضيء لي دربي .. 

تفكير ~

أفكر كثيراً .. فأتذكر .. فأتأثر .. فأغفر .. 

ثم أفكر أكثر .. فأتذكر .. فأغضب .. فأندم ..

أحياناً يكون التفكير حليفك .. وأحياناً أخرى يكون ضدك !

السبت، 7 سبتمبر 2013

مزحة تحولت إلى حقيقة!



لَم يَدُر في خُلدي قَطّ .. بِأَنَ مَزحَةً كُنا نُرَدِدُها أنا وأُختي سَتَكون عَلى أَرضِ الواقِع! كَيفَ لا؟ يُؤَجِلُ أَمانينا ولا يَنساها... الحَمدُللهِ رَبُّ العالمين.. مَزحَةٌ استَمَرت على مَرِّ عامَين.. وتَخطيطٌ لِمُدَةِ شَهرين.. 

في صباحِ ثاني يَوم عيدِ الفِطر.. اجتَمَعَ في الصالةِ كُلٌ مِن أبي وأمي وأُختي وأَخي وطَبعاً أنا، تَلاقت النَظَرات الشُريرة بَينَنا والضَحيةُ أَبي .. في خُضُمِ القِصَص التي كان يَرويها أَبي قاطَعَتهُ أُختي قَائِلةً: "أَبي.. الأُسبوعَ القادِم سنغادر لِلهِند"... فَتابَع أَبي حَديثَهُ ظَناً بَأنَها أَحدُ مَزحاتِنا المُتَكَرِرَة.. فَكَرَرَت أُختي: "أَبي.. هَذِهِ المَرَّة لَيّسَت مَزحة! سَنُغادِر في الخامسِ عَشرَ مِن هَذا الشَهر.." فَساد الصَمتِ لِلَحَظات.. هَكَذا بَدَأَت رِحلَةُ الأَلفِ ميل .. بِخُطوة!..

في الخامسِ عَشر مِن اغُسطس.. شَدَدَنا الرِحال وانطَلَقنا لِلمَطار.. أَعيُنُ النَصرِ تَتَلَألأ.. آمالٌ عالية.. وهِمَمٌ مَشدودة.. انطَلَقت الطائِرة في الساعةِ الثامِنة والنِصف حَسَب تَوقيتِ مَملَكةِ البَحرَين.. وَوَصَلنا إِلى مَطارِ نيودِلهي الدُوَليّ في حُدودِ الخامِسَة فَجراً حَسَبَ تَوقيت نيودِلهي المَحَليّ.. لا استَطيع وَصفَ الجَوّ الجَميل وَكَيّفَ يَبدو الفَجرَ هُناك .. سِوى .. رائِع! نَزَلنا في المطارِ .. ولا أَنكر كَيفَ كانوا يُدَلِلُونَنا ويُرشِدونَنا حتى مَلَئوا أوراقنا  عَنا وعِندَما عَرَفوا بِأَنَنا يَجِبُ أَنّ نَنطَلِقَ لِبانغلور في حدودِ ساعةٍ.. أَخَذوا يَدِلونا ويَأخُذونا حَتى أَوصَلونا لِبابِ الطائِرة وفي الوقتِ المُناسِب.. لَن أَنسى أَبَداً هَذِهِ المُعامَلةِ الحَسَنَةِ مِن شَعبٍ يَحتَقِرُهُ الجَميع! وَلَنّ أَنسى الجَريّ والمَشيّ السَريع لِلوُصول في الوقتِ المُناسِب بِسَبَبِ حَجمِ مَطارِهُم الكَبير!

رَكبنا الطائِرة التي سَتَنطَلِق إِلى بانغلور في حدودِ الساعةِ السادِسَة والنِصف.. وكَيفَ هو الطَيران الداخلي راقٍ جداً ومُطَوَر وحَديث.. حَيثُ إنَني لَم أُفَكِرّ أَبَداً في إنّ الهِند بِهَذا التَطور!

اِنطَلَقَت الطائِرة.. وكَيفَ يَبدو الصَباح مِن فَوقِ الغُيوم! مَنظَرٌ بَديع يَستَحِقُ التَأمُلَ والتَسبيح .. وما أَنّ بَدَأت الطائِرة بالنُزول حَتى رَأينا الإِخضِرار مِن ارتفاعِ متراتٍ.. بانغلور مَدينَةٌ خَضراء بِحَق! كَما تَتَميّز بِالتُربَةِ الحَمراء..

مَطارُ بانغلور .. مَطارٌ يَستَحِقُ الإشادَةَ بِه! مَطارٌ جَميل كَجَمالِ مَطارِ نيودِلهي لكِن بِنَكهةٍ مُختَلِفة.. انطَلَقنا بِسيارةِ الأُجرة مُتَجهين لِلفُندق.. كَم هو كَبير! أَخَذت السيارة تَنطَلِق وكُنتُ أُفَكِر بِأَنَنا دَخَلنا المَدينة بِسَبَبِ هَذِهِ المَسافة الطَويلَة.. حَتى وَصَلّنا لِبَوابَةِ المَطار.. هُنا استَوّعَبتُ إِنَّ كُل هَذِهِ المَسافَة كانَت داخِل باحَةِ المَطار فَقَط! 

اِنطَلَقنا في شَوارعِ بانغلور... وما شَدّ اِنتِباهي هو مَنظرُ الشَعب الهِنديّ وهَوَ يَعمَل في بناءِ وعُمرانِ وتَطورِ الهِند.. وكَيفَ المَرأةَ تُساهِم في عمليةِ البناءِ! وكُلَما مَضَيتُ في الهِند قَلِيلاً يَكبَرُ اَعجابي بِالهِندِ جُمهوريةً وشَعباً... 

وما إَنّ وَصَلتُ الفُندق في حدودِ الساعةِ الثانيةَ عَشَر ظُهراً حَسَبَ تَوقيتِ بانغلور المَحَليّ حَتى اِرتَمَيتُ عَلى السَريرِ مِن شِدَّةِ التَعب وَلَم أُغيّر مَلابِسي حَتى إِلّا بَعدَ أنّ اِستلقيتُ قليلاً مِنَ الوقتِ.. 

استيّقَظنا في حدودِ الخامسةِ مساءاً.. كان شُعوراً غَريباً! أَن نَكون أنا وأُختي فَقَط في الغُرفَة وفي مَكانٍ لا تَعُجُ بِهِ أُسرَتُنا! أَخَذَتني الذِكرَياتُ لِلوَراءِ.. وكَأنَني لازِلتُ في الرابِعَةِ أو الخامِسَةِ من العُمر .. نَلهو مَعاً ونُشاهِدَ التِلفاز ونَأكلِ الـ "بِرنغِلز" ونَحوم في الغرفةِ ونَستَطلِعُ أَرجائَها.. وبَعدَها اِتَجَهتُ لِغُرفَةِ أُمي وأَخي ودَقَقتُ البابَ عَليهِم.. فَتَحَت ليَّ أُمي الباب فَطَلَبتُ مِنها أَن تُغَيِّرَ مَلابِسَها ونَنطَلِقَ لِلعَشاء.. 

ذَهَبنا لِلطابِقِ العِلويِّ حَيثُ المَطعَم.. وكانَت الساعةُ تُشيرُ إلى حدود الثامِنَةَ مَساءاً.. وَلكِن الحَياةُ في بانغلور وبِالأَخَصِ في "وادي سيليكون" لَم تَكُن كَما تَوَقَعت! فَالشوارِعُ حَيَّة وَتَعِجُ بِالسَياراتِ وَالمُواطِنين كَما لو أَنَني في الوطنِ على عكسِ بَقِيَّةِ الدُوَلِ كَسيرِلانكا حَيثُ يُحظَرُ التَجوالُ مِن بَعدِ الثامِنَةِ مَساءاً.. 

وبَعدَ العِشاء .. انطَلَقنا لِلنَوّمِ مِن جَديد حَتى نَتَمَكَنَ مِنَ الاِستيّقاظِ باكِراً.. لكِن بِالرُغمِ مِنَ التَعبِ الذي كان يُرهِقُ جَسَدي وعَيَنيّ إِلّا أَنَني لَم أَتَمَكَنَ مِنَ النومِ .. ولِحُسنِ الحَظ إنَني أَحضَرتُ مَعي حاسوبي اللَوّحيّ الذي مَلئتُهُ بِالأَفلامِ لِأَوقاتِ المَلَل.. وظَلَلّتُ أُشاهِدُ فِلماً غَريباً نيوزلَندياً لا أَعرِفُ مِن أَينَ حَصَلتُ عَليّه! وَلَم يَكُنّ طَويلاً جِداً..

في صباحِ اليوّمِ التالي .. الذي كان يُوافِقُ السابِعَ عَشَر مِن أُغُسطُس.. ذَهَبنا نَستَطلِعُ المُجَمَعَ الذي كان في الجِهَةِ الُمقابِلةٍ لِلفُندق.. "مُجَمَع سبريي التِجاري" .. أُقِرُ بِأَنَهُ مُجَمَعٌ كَأَحَدِ المُجَمعاتِ في البَحرين وبِنَفس جَوّدة البِضاعَة والأَسعار! حَيثُ لَم أَشعُر بِأنني في الهِندِ أَبَداً.. 

وفي طَريقِ رُجوعِنا مِن المُجَمَع.. ما أَنّ دَخَلت الفُندق حَتى نادَتني مُوظفةُ الاِستِقبالِ تُخبِرُني بِأَنَّ كانَ لَنا زُواراً في أثناءِ خُروجِنا.. سارَعنا بِالاِتِصال إِذّ هُم كانوا يَنتَظِروننا في مَكانٍ قَريب وأَتوا بِسُرعَة..

وهُنا بَدأ الفِلمُ الهِنديّ مِن بُكاءٍ وأَحضانٍ بَيّنَ أُمي وأُختَها.. حَيثُ كانَ هذا اللِقاءَ الأَوَلَ لي ولِأختي وأَخي بِخالَتِنا وَأَبنائِها الاثنَيّن.. 

حديقة لالباخ
في نفسِ اليَوّم .. أَخَذونا في جَوّلَةٍ .. وكانَت وِجهَتُنا حَديقةُ "لالباخ" التي حَكى عَنها أبي كثيراً قبلَ مُغادَرَتِنا.. انطَلَقنا نَحوّ لالباخ.. في طَريقِنا إِلى هُناك.. رَأَيّتُ شَوارِعَ الهِندِ التي بَدَت لي كشارِعِ جِد عَليّ بِمَنطِقَتِنا! فَلَيسَ هُناكَ مِنَ الاِختِلافِ الكَبيرِ جِداً... 



حَديقَةُ لالباخ.. حَديقَةٌ كَبيرَةٌ وعَظيمَة وتَدرُجاتِ اللّون الأَخضَر في الأَشجارِ رائِعَة جِداً... كُنتُ في غايةِ السَعادَة ولا أَعرِفُ السَبَب! رُبَما هُوَ التَغييرُ حَتماً!

وفي وَقتِ العَشاء ذَهبنا لِـ"دُمينوز" الواقِع في المُجَمَعِ المُقابِل لِلفُندق.. 

الساري
في اليومِ التالي.. لَم يُحالِفنا الحَظُ لِزِيارَةِ أَيّ مَكان.. فَقَد تَعَطَلَت السَيارَة.. أَمضَيّنا يَومَنا مَعَ الخالة .. وكُنتُ أُصَرُ عَلى أَن تَأخُذَ لي أمي "ساريّ" (اللِباسَ الهِنديّ الشَعبيّ) فَعِندَما عَلِمَت الخالة بِالأمر.. أَخرَجَت لي واحِداً لِأُجَرِبَه.. كَم كُنتُ سَعيدَةً لِتَحقيقي مُبتَغاي! وكَم هِي السَعادة كانت بادِيَةً عَليَّ!.. وأَخَذَت خالَتي واِبنَتُها بِاِستِكمالِ اِجراءاتِ التَزيينِ مِن شَعرٍ واِكسِسوارات.. جَلّ ما أَفرَحَني هُوَ رُؤيَة البَسمَة على وَجهَيّهِما! وبَعدَ تِلكَ التَجرُبَة المُمتِعَة .. اِتَجَهنا أَنا وأَخي وأُختي واِبنَةُ الخالة لِلمَقهى المَوجود في حدودِ المُجَمَع بِالخارِجِ.. 
وعِندَ عَودَتي.. وَجَدنا دُخاناً كَثيفاً يَملَئُ الغُرفَة! وَكَأَنَ شَيئاً ما اِحتَرَقَ بِالغُرفَةِ!.. لكِن بَعدَ السُؤال اِتَضَحَ إنّ طَعاماً اِحتَرَقَ بِالمَطعَمِ وَتَسَرَبَ الدُخانُ عَبرَ أَجهِزَةِ التَكييفِ المَركَزية.. 
البنجابي
يَبدو إِنّ عَرضَ الأَزياءِ كانَ مُمتِعاً لِخالتي! فَقَد أَخرَجَت لي الـ"بنجابي" لِأُجَرِبَه.. فَلَم أَشَئ أَنّ أَرفُضَ لَها طَلَباً.. فَنَفَذتُ ما طَلَبَتهُ مِني.. كانَت مُستَمتِعَة وتَطلُب مِن أُختي أَنّ تُصَوِر وكانت تُوَجِهُني كَيفَ أَجلِس لِلصورًة...
وفي اليَومِ الذي يَليه.. استَيّقَظتُ وأَشعُر بِأَنّ جِسمي بَدَأَ يَتآكَل!! لَم أَعُد أَحتَمِلُ الحَكَة الفَضيعَة! فَما وَجَدتُ نَفسي إِلّا والبَعوض قَد أَشبَعَ جوعَهُ فيني! وكَذَلِكَ هُو الحال مَعَ أُختي.. وَبَعدَ الاِستِغراب ومُناقَشَة الأَسباب بَيّني وبَيّنَ أُختي اتَضَحَ أَنّ الشُرفَة كانَت مَفتوحَة طِيلَةَ اللَيّل! وسَمَحَ لِلبَعوضِ بِالدُخولِ والسَكَنَ عِندَنا!.. فَمَن فَتَحَ الشُرفَة؟

كانَ أَخي.. هُوَ مَن فَتَحَ الشُرفَة وذَلِكَ لِيَخرُجَ الدُخانُ مِنَ الغُرفَة لكِنَهُ لَم يَعطِنا خَبَراً بِذلِك.. وكان الظَلامُ قَد حَلّ وأَحَدهم أَغلَقَ السِتار مِما أَخفى مَظهَرَ الشُرفَة وهوَ مَفتوح!.. وكانَت الضَحيتان هُما أنا وأُختي..

أداة الجريمة... البيانو..
عَلى أَيَّةِ حال.. اِتَجَهنا لِلمَطعَم لِلإفطارِ كَكُلِ صَباح.. وطَبعاً لابُدَ مِنَ العَبَثِ والتَصوير.. فكانَ ضَحيتنا هو... البيانو! بَعدَ ذَلِك ذَهَبنا.. لِلمُجَمَع.. الذي كانَ ضَحِيَتنا اليوّمِية! حاله كَحال البَقالة في حيِّنا.. هَذِهِ المَرة رَكَبنا جَميع الطوابِق لِنَكتَشِفَ المُجَمَع.. 

وفي عَودَتي .. طَلَبَت مِني الخالة تَزيين شَعري.. تُعجِبُني كَيفَ تَهتَمُ بِهَذِهِ الأُمور.. حَسَبَ ما أَخبَرَتني أُمي.. إِنَهُ مِن أَحَدِ القَوانين اليَومية في جَدوَلِها تَزيين الشَعر صَباحاً... لكِن يَبدو إِنّ ذَلِكَ لَيسَ أَحَدَ اِهتِماماتي اليومية!..

عَصرَ هَذا اليَوم.. اِتَجَهنا لِحَديقَة "كوبون" والتي كانَت أَكبَر بِكثيرٍ مِن حَديقَة "لالباخ"! عِبارَة عَن عِدَة حَدائِق مُتَصَلة بِبَعضِها البَعض.. يَتَخَلَلُها شَوارِع وتَضُم مَكتَبَةً قَديمَة تُدعى "مَكتَبَة الدَولَة المَركَزية" و"محكمة كارنتاكا العليا" و"مَتحَف حُكومَة مَيسور" و"مَتحَف فيسفيسفاريا الصِناعي والتِكنولوجي". لَم يُحالِفنا الحَظ لِدُخول مَتحَف مَيسور حَيثُ كانَ مُغلقاً لِلتَجديدات.. لكِن حالَفَنا الحَظ بِدُخول المَتحَف التِكنولوجي والذي يَستَحِقُ هَذا الاسم بِكُلِ مَعنى الكَلِمَة! فَقَد ذُهَلتُ فِعلاً لَما رَأَيتُ بِداخِلِه!.. كانَ يَضُم كافَة العُلوم مِن الكيمياء والأحياء والحَرَكة والضَوء والألوان والفَضاء وكُل ذَلِك كانَ مُدَعَماً بِالتِكنولوجِيا... حَيثُ تَتَعَلَم بِنَفسِك بِإدارة الأجهزة.. كان يَتَكوَن مِن أَربَعَ طوابِقَ عِلمية وطابِق للِاستِراحة والأَكل.. 
متحف حكومة ميسور

مكتبة الدولة المركزية
متحف فيسفيسفاريا الصناعي والتكنولوجيو
أحد الأدوات التعليمية في المتحف

 عِندَ العَوّدَة.. اِتَجَهنا نَحوَّ المُجَمَع -مُجَدَداً!- وذَلِكَ لِتَناول العَشاء.. 

بحيرة ماديوالا
وفي صَباحِ اليوم التالي.. طَبعاً اِزدادَت قَرصاتُ البَعوض.. فَكما يَبدو إِنَهُم سَكَنوا في الفِراش! ومُجدَداً عِندَ لِقائِي بِخالَتي، طَلَبَت مِني أَن تُزَيِنَ شَعري.. ولَم أَرفُض لَها أَيَّ طَلَب في إِقامَتِها مَعَنا.. وبَعدَ الظَهيرَة.. اِتَجَهنا لِـ"بُحَيرَة ماديوالا".. كانت صَغيرة جِداً لكِن المَنظَر جِداً بَديع.. ولِصِغَرِها.. لَم نَمضِ إلا القَليل فيها.. واتَجَهنا بَعدها لِـ"مُجَمَع بانغلور المَركزي".. حَيثُ كانَ نسخَة مُطابِقة لِلمُجَمَع المُقابِل لِلفُندق ولكِن أَكبَر بِكَثير... وبَعدَ التَسوّق عُدنا أَدراجَنا.. 
وكَما قُلتُ مُسبَقاً وسَأُكَرر .. نَتَجِهُ دائِماً ويَومِياً لِلمُجَمَع المُقابِل لِلفُندق... وتَناولنا عَشائَنا ودَلَلّنا أنفُسَنا بالآيسكريم..
وفي صَباحِ اليومِ التالي.. وهُوَ اليَومُ الأَخير لِتَجَمُع الأُختان.. وإلتَقينا بِإبنِها الثاني.. وما هِيَّ لَحَظاتٍ قَصيرَة.. حَتى بَدَأ الوَداع.. وكَم هي دُمُوعُها مُؤلِمَة .. كَأَنَها تَحكي لَنا بِأَنَها لَن تَرانا مُجَدَداً! 



غيوم على شكل قصر
وفي صَباحِ الثاني والعِشرين.. حَمَلنا الأَمتِعَة.. واِتَجَهنا مُغادِرين الفُندق.. وكَم كُنتُ اتَمَنى لو أَنّ تَحدُث مُعجِزَة وتُغيّر رَأينا لِنَبقى وَقتاً أَطوَل! 
خُروجُنا مِن بانغلور لَم يَكُن أَبَداً كَدُخولِنا.. فَكان يَكتَسيني الحُزن لِفِراقي هَذِهِ الأَرضَ الجَميلة! وكَم هُوَ مُؤلِم اِتِجاهُنا لِلمَطار... رَكَبنا الطَائِرَة حُدود الساعةِ الواحِدة ظُهراً.. وفي الطائِرة.. رأينا المَغيب مِن فوق السُحُب! سُبحانَك يا الله عَلى هَذِهِ الطَبيعة الخَلابة! كَأننا نَرا قُصوراً فوق الغُيوم!.. 

وكَذَلِكَ استِقبالُنا في نيودِلهي.. لَم يَكُن كالمَرَة اللأُولى! فَقَد كان أَسوَء بِكَثير! رُبَما الوَداع هُو السَبَب؟ 



وَصَلنا مَطار البَحرينِ الدُوَليّ في تَمام الساعةِ الثامِنَة مَساءاً.. واستَقَلنا سَيارة الأُجرة مُتَجِهين لِلمَنزِل.. وهُنا.. انتَهَت الرِحلَة.. انتَهَت المُغامَرَة.. انتَهى الحُلُم! وعُدنا لِلواقِع...


ما أدهَشَني فِعلاً خِلال هَذِهِ الرِحلَة كُلَها .. هو تَعب أُمي في مُواصَلةَ المَسير معَنا.. لكِنَها كانَت تُصِر عَلى عَدَم الراحة!... إمرَأة قَوية ذات عَزيمة... 

في الختامِ.. لَم أَجِد قَط في حَياتي شَعباً خَدوماً كالشَعب الهِنديّ! وكَم خِدمَة الزبائن مُهِمَة جِداً عِندَهُم ويُقيِّمون الزَبون خير تقييم ..

السبت، 6 يوليو 2013

مُدّوِنَتي ~

عشقي للدفاتر ~

اشغَلَتني عَنكِ الأَيام والهُموم والدِراسة ..
حَتى بِتُ لا أعرِف كَيفَ كُنتُ مَعَكِ يا مُدوِنَتي!
كَيفَ كُنا وكَيفَ صِرنا وكَيفَ آل بِنا الحال!
كُنا لا نَفتَرِق وصِرنا لا نَلتَقي..
كُنتُ اشكي لَكِ ولا اشكِ لِغَيرِكِ..
كَم كانَ الحالُ أفضل ..
عِندَما كانَت أسراري وهُمومي بِيدِكِ أَنتِ فَقَط!
حَيثُ لا خَوفَ عَلَيَّ ولا عَلَى ما تَعرفين عَني..
أذكرُ كيفَ كُنتِ .. حِبرٌ ووَرق.. 
وكَيفَ بِالتِكنولوجيا طَوَرَتكِ حَتى صِرتي إِلِكترونية!
اتَمَنى أَنّ أُوفِيَّ بِوَعدي هذِهِ المَرّة! ولا افتَرِقَ عَنكِ!
اتَمَنى أَنّ يَكُونَ لِقائُنا دائِماً كَما اعِتَدنا ..
اشتَقتُ لِصَداقَتِكِ واحتِوائِكِ لي .. فلا تَترُكيني!
لا تَترُكيني!

دروس من الحياة ~


فَـــلِــتَـــكن أَغـــلاطُ الآخــــريــــنَ دُروســـــاً لـــنـــا ،،

فَـبِـــذَلِكَـــ ،، نَــسمو ونَـــطـــالُ الرُقـــــــي ،،

لا تَقـــل لـــي ،، خَـــذَلَــك فُـــــــــــــلاان!

بل قُل ليَ ،، أَعِــــــدُكَ بِــأَنَنَــــــي لَـــن أَخذلـــكَ ،،


12- مارس -2013

الأحد، 28 أبريل 2013

كلامٌ قاسٍ..

يحسبون إن قذف بضع كلماتٍ شديدة في حين سهلة وبسيطة .. فيعودون بعد ذلك وبابتسامةٍ تشق الشفاه .. وكأن شيئاً لم يكن .. خذ استراحة قليلاً .. أو ربما استرح طويلاً .. فللكلام عندي ميزان .. ويطول في الحساب ..

نقصان ..

تجد في نفسك الكمال .. في حين ترا العالم ناقصاً ..
دعني انبهك قليلاً .. فهذا هو نقصانك بحد ذاته ..

الأحد، 17 مارس 2013

كوب شاي ~




تعال يا صاحبي ،، وشاركني هذا المساء ..

بين أطراف أحاديثٍ واحتساء كوباً من الشاي ..

شاركني الأفكار ،، شاركني الإحساس .. 

حبوب اكتئاب ~



قد نكونُ فقط بحاجة لبعض حبات من حبوب "ضد الاكتئاب" لنتخطى أزمات اكتئابنا ..

فنحن بشر ،، نعشق الدراما والاكتئاب .. مادمنا لا نعرف كيف نستمتع جيداً بحاضرنا ..

نبكي ،، ونعرف إن البكاء لن يحل شيئاً .. نغضب ،، ونعرف إننا نضر بذلك أنفسنا فقط ..

ما اليوم إلا دقائقٌ قليلة في إنقضاء .. وما العمر إلا فانٍ ونحن غارقون في همومنا ..