إِن هذا الكِتاب إحدى الكُتُب التي ابتَعتُها مِن أزِقة وشوارِع الاسكَندريةِ بمصر. حيث أجِدُ في هذه الكُتب ما يشدني من نواحٍ عِدة! حيثُ أن مَصر لازالت تَهتَم بالكُتُب والتعليم، فَتَجِدُ الشارع مُكتَظاً بالباعة. والناحِية الأُخرى أسعارُ هذهِ الكُتُب رَمزِيَة مُقارَنَةً بِالكُتُب عِندَنا ورُبَما السبب -غَيرَ إنَها طِباعة مَصرِية- الجوّدة؛ فَهي غَيرّ مُكلِفة الطِباعَة لكِن ليسَت مُهتَرِئَة كذلِك. فَتِلكَ الأوراق الصُفراء مُريحة لِلنَظَرِ والقِراءة.
بَعدَ الانتِهاء من هذا الكِتاب، لا أَعرِف تَماماً عَمّا أشعر! فَمشاعِري مُختَلَطَة! فَلا أعرِف هَلّ السَبَب هُوَّ الصَدمَة من القِصص العربِيّة التاريخية ودَمَوِّيَتها! أمّ لأنَني كُنتُ أنتَظر تغطِية جَميع الأحداث التي تَتَعَلَق بِجميع الشخوص الفَرعِيّة!
كَالعادَة! انبَهرتُ بِأسلوبِ الكِتابَة فَلمّ أُقاوِم! فَفِي أَوَّلِ يوّم مِن قِرائَتي لِهذا الكِتاب، تَجاوَزتُ المائتيّ صَفحَة، والمَرة الأُخرى تَجاوَزت الثلاثُمائَة صَفحَة! فِعلاَ إنَني عَشِقت أسلوب كِتابة "أَلِف" فَهِيَّ تَعرِف كيف تَشُدُني!
طَرِيقة سَرّد الرِواية كانَت مِن مَنظورِ كُل شَخص في القِصة، مثالاً على ذَلِك، جَلال الدين الرومي وكَيفَ يَحّكي الأحداث، شَمس الدّين التَبريزي وكَيفَ يَحكيها وهكذا. وفي نِهايةِ كُلِ حَديث لِشخصِ جُملَة تَشُدُكَ لِقراءةِ المَزيد! لِتَعرِفِ ماذا حَدَث لَه؟ ماذا سَيَحدُث لِهذا؟
بَيّنَما في أساسِ هذهِ الرِواية، هيَّ سّيِدة أربيعينية، تَعيش حَياة روتينية جِداً، خالِية مِن الانجازات غَيّرَِ إِنهاءِ دِراسَتِها وكِتابَة بِضعُ مَقالات قَصيرة لِبَعضِ المَجلات والصُحُف، وتَربية ثَلاث أطفال بِالإضافَةِ إلى زَوجُها الذي قَلَّما يَهتَمُ بِها. فَتحصُل السَيِّدة على رِواية "الكُفر الحُلو" لِتَقييمِه لأَحَد الوِكالات الأدَبِية، فَيَكون لِهذا المَخطوط وَقعٌ على قَلبِها الذّي فَتَحَ عَينيّها لِأمور كَثيرة كانت لا تَهتَم بِها أو تتجاهلها لسِببٍ أو لآِخر.
عَن نفسي، فَكُل ما شَدَنّي بِهذه الرِواية هُوَّ "الصوفِيّة" ورُبَما هذِه هي الرِسالة الأولى التي يَتِم تَوجِيهُها، فَأنا لِأوَل مَرّة أعرِف عن الصوفِيّة لكِنَني أَحبَبت المَبادِئ المَبنِيَّة عِليها، فَهيَّ أَحد الرَكائِز بِدينِنا الإسلامي، لكِن الجَميع يَتَجاهل هذِه الأمور ويُرَكِزون على أُمور أُخرى! الدين الإسلامي كامِل وشامِل كَما نَزَلَهُ الله سُبحانَهُ وتَعالى، إسلام، وأَخّلاق، وإيمان، وشَريعَة، وإحِسان وأمور أُخرى رُبَما أَجهَلُها أو نَسيتُها. الصوفية تُرَكِز بِشَكِل كبير على الإحسان حَسبَما فَهمت. جَميل لو أَنّ جَميع المُسلِمين أَتموا الإسلام بِالشَكل الصَحيح! فَالمُسلمين اليوم فَقط بالاسم! وأهم جانِب اهتَمَ بِه الكَتاب هو الخِلافات بين المُسلمين نَفسُهُم والمَسيح نَفسُهُم وكل المَذاهِب والأديان، فَالناس يُريدونَ مُحارُبة بَعضُهُم البَعض وحَسب! والتَعَصُب، فَيعصبون أعينَهُم عن المُهم ويُرَكِزون على التَكفير وتَوزيع الأقدار على الناس، "دَعوا الخَلقَ لِلخالِق"!
كُنتُ أتَمنى لَوّ أنني اشتَريتُ "لَقيطَة اسطَنبول" لِأبدأَ بِه، لكِن سَنَبدَأ بِالمَوجود "الخيميائي" والذي أنا حقاً مُتحمسة له!
ورَمَضّان كَريم :)