الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

شتاء كل عام ~

في شِتاءِ كُلِ عامٍ، لي مِنَ الذِكرياتِ السَعيدة نَصيبٌ،، فَـ الشِتاءُ فَصليَّ المُفَضل~

كانَتْ ليَ أجمل الذكرياتِ التي احتَوت احلى شقاواتي واروعَ مُغامراتي وافضلَ مواقفي~

لــكِنَني لا أنكُر إِنهُ في طياتِهِ الباردة إِلتَمستُ قسوةَ الزَمن، فهنالِكَ مواقفٌ كانت كالــعلّقَمِ وهنالِكَ اصحابٌ خَذلوا عهود الصداقةِ فَـتركوا خلفهم ذِكرياتٌ عَهِدتُها جميلة واليوم باتت مهجورة وبلا طَعم، بل مُؤلِمة لو أتذكرها!

فَـ رِفقاً بي هذا العام! ولِتكُن طَياتُك الباردة كما عَهِدتُها، تَحوي دِفئً لِمواقِفَ رائِعة ولا تُنسى~

11.11.2011

أيا زمن~

أيا زمن~

أكثرت من الصدمات بي.. حتى زادت بي العلل!

وما كان بعدها الا أن طار مني العقل!

فلا عقل لي ولا حتى امل~

كُنتَ ~


كُنت لي طيراً يرسم لي في سمائي غيمةً تحجب عني قوة ضوء الشمس

كنت لي من يرسم البسمة من بعد الدمع

وكنت من يُؤنسني في وقت الضيق والهم

وكنت من يهمس لي في غضبي ويُحدِث في ملامحي الفرق

بين العبوسِ والابتسام ~

بين الانكسار والوقار ~

ولكنك اليوم لي في حالٍ غير ذلك الحال!

أنت اليوم لست بذاك الإنسان!

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

لفتةَ سريعة~

مضى وقتٌ منذُ كتبتُ آخرَ مرة، كنتُ في حماسٍ ولكن يبدو إن الشعلةَ بدأت تخفتُ قليلاً! ربما لأنهُ ما عادَ هنالكَ شيءٌ استوحي كتاباتي منهُ! ورُبما لأنهُ قد بدأتْ الدراسة وهي سبب رئيسي لأمراض القلب والاكتئاب في عمرٍ مبكر!

أردتُ أن أنقشَ حروفاً هنا، ولو قليلة، ولو لا تملكُ المعنى الأمثل والأجدر للكتابة، لكنني لا أريد أن أكونَ بعيدةً عن مدونتي، أريد أن أكونَ على تواصلٍ دائم بها.

بِئساً، كم اشتقتُ لحماسي الكتابيّ في سابقِ عهدي، كم اشتقتُ لنظرتي التفاؤلية، كم اشتقتُ لتلكَ المراهقةُ الطائِشة التي لا يَصُدها شيء، لا يمنعها أحد من مزاولةِ ايِ نشاطٍ تراه مناسبٌ لها!

قريباً، وبعونٍ من الله، ستعود تلك الطائِشة، وسيعود ما دُفن، وسيعود الأمل والتفاؤل والأروع بإذنه تعالى، سيعود الإبداع!

قد يكون هذا أقصرُ ما كتبتهُ في المدونة، ولكنهُ لن يكونَ الأخير إن شاء الله.

الأحد، 25 سبتمبر 2011

••رُبَّ أخٍ لم تلدهُ أُمُكَ••

رُبَّ أخٍ لم تلدهُ أُمُكَ، هوَ عُنواني الذي سَأبدأ بهِ سطوريَ، فسبحانكَ إِنَ ليَّ أخاً لم تلدهُ أمي ولا هوَ من لحمي ودمي لكنهُ كثيراً ما يثيرُ مدمعي بحلو خلقهِ ونقاءِ صدره.

أنا اليوم اكتبُ عن شخصٍ لم أرَ مثلهُ قط! شخصٌ يجبركَ على محبتهِ، بياضُ قلبهِ، صفاءُ عقلهِ، قلبهُ الكبير، حبهِ للخير، نواياه الصالحة. كنتُ لأندم لو لم أعرفه ولم ألتقِ به! هو نادر الوجود، هو باختصار اشبه بملاك.

قد يقرأُ أيُ شخصٍ اسطري الاولى ويقول: ما كتبت عنهُ الا وهي ذائبةٌ في حبهِ. لكنني سأجيب: ما أنا بِغارقةٌ في حبهِ ولا أنا عاشقةٌ لهُ، إنما أعجب لوجودِ شخصٍ مثلهِ في عالمٍ كثرت به الذئاب!

دعوني اتعمقُ في وصفِ هذا الانسان! فأنا اليوم شعرتُ بأنهُ علي ان اكتبَ عن هذا الإنسان الرائع!
قلبُ هذا الإنسان يصافحُ قلوبَ الناسِ بابتسامةٍ. فهو يقدمُ العونَ والمساعدةَ لأيِ شخصٍ كان، يحبُ الخيرَ لغيرهِ، لا يعرفُ الأنانية! لستُ اقول بأنه انسانٌ كاملُ الصفات، بهِ عيوبٌ لكن خصالهُ الحسنة أكثرُ من ذلك. 

أنا سعيدةٌ بلقائي به! فلو لم يكن بجانبي لكنت تعيسة! ساعدني لتخطي مشكلاتٍ عديدة أغلبها نفسية، وكلنا نعرف كم هو صعبٌ ان نتخطى هذا النوع من المشاكل! بينما هذا الإنسان قدمَ لي العون من بعيد! لم يدخل بصورة مباشرة لحل المشكلة، فقد عرفَ ظاهرها ولم يكترث بجوهرها لأنه بنظري سيكون تدخلٌ في شؤونِ الآخرين. هذا الشخص تعمدَ افراحي ونيلَ بهجتي من دونِ علمي! بينما ظننتُ إنني ثِقلٌ على كاهِلهِ! هذا موقف من مواقفهِ الرجوليةِ النبيلة الشهمة!

وايضاً، راقبت عن كثب تعاملهُ مع عددٍ من الاشخاص، لاكتشفَ ما إذا كانت معاملةً خاصة او شيءٌ من ذلك، وجدتهُ صادقَ المشاعرِ، طيبَ الروحِ، مرحَ الطباعِ. بينما ظاهرهُ جادٌ جداً.

نسيتُ أن أذكرَ أمراً بالغاً في الأهمية! كيف نسيت وهو امرٌ من أفضل الأمورِ التي رأيته قدمها لي. يُحرجني هذا الإنسان عندما لا يرفضُ لي طلباً بينما أُناسٌ أُخر ينحرجون عندما يُرفضون! ينفذ طلباتي من دونِ ان اطلبها! حتى الأزواج لا يفعلون ذلك! يساعدني من دون أن أشكي! ويهونُ عنيَ هميَ دونَ أن أبكي! والأروع، إنني عندما انعزلت عن هواياتي أعادني لها دون ان اشعرَ، فها أنا اعود للكتابة وقبلها للخياطة ولازال يحاول أن يعيدني لمجال الرسم! حقاً انني اعجزُ عن وصفكَ!

هنالِكَ اشخاصٌ يجبرونكَ لمحبتهم من دون قصد، إنما بمعاملتهم وأخلاقهم، يجبرونك على احترامهم وتقديرهم. كم من أسرةٍ تمنت إبناً مثلك.

إنني اتعمدُ عدم ذكرِ شخصهِ او اي شيء، لأنني بطبيعتي أكرهُ ان اذمَ او امدحَ شخصاً وأنا لتوي اعرفه، ولا اريدُ ان اتسرعَ في حكمي، لكن لهذا الانسان! عجزتُ عن التردد حتى وانطلقتُ اكتبُ كلاماً في مدحِ حضرتهِ المحترم.

نِعمَ هذا الإنسان ونِعمَ التربية، نِعمَ هذا الخُلق الحَسن ونِعمَ الأم التي انجبته. 

الخميس، 22 سبتمبر 2011

خارج عن المألوف ~




إنها المرةُ الأولى التي اشعر بأنني يجبُ ان اوثقَ هذا الشيء هنا! ولا أعرفُ لماذا!! ربما السبب هو لأنني اختبرتُ شيئاً جديداً وخارج عن المألوف! وربما يكون الاحساسُ الذي احسستُ بهِ من غرابةٍ ودهشة دفعني لذلك وربما وربما...


أنا اليوم أخطُ تجربةً قد عشتها في يوم الاثنين الموافق ١٩ من سبتمبر ٢٠١١ حيثُ عشت تجارب غريبة بعض الشيء. 

أولها، إني قد خرجت برفقة فتاة أعرفها من خلف الشاشة فقط ولا أعرف حتى شكلها!


ثانياً، قد جُلنا البحرين من أولها لآخرها وفعلنا الكثير من الأشياء في اقل من يوم!


ثالثاً، ركبت حصاناً لأول مرةٍ في حياتي ولم ينتبني أي احساس بالخوف!

رابعاً، قضيتُ يوماً ممتعاً وكنتُ قد خرجتُ منذ صباحِ هذا اليوم وأنا لم أنم الا حوالي ١٠ دقائق فقط!

ما يشدني أكثر للحديث عنه؛ هو تجربتي لركوب الخيل. كانَ أمراً غايةً في الروعة! لم اتصور إنني في يومٍ سأركب حصاناً وقد أخذوني من قبل ربما قبل سبع سنين لاسطبلٍ وكنت قبلها متشوقةً لذلك، لكن عندما وصلت للاسطبل ونظرت للأحصنة هناك، ترددت ولم أشأ الركوب ولا سيما إنني اكره الاقتراب من الحيوانات واكره الحشرات حيت كنت ارى الحشرات بكثرة هناك.
هذه المرة مختلفة تماماً! ركبت الحصان رغم إنه كان عنيداً جداً واسمه "زعلان" إنه حقاً اسمٌ على مسمى! لقد عانيتُ معه لكنني لم اسقط منه والأروع إنني تمكنتُ منه! فقد سيطرت عليه رغم عنادهِ واستطعتُ ان اقوده لا أن يقودني.
ما اسعدني ايضاً، هو انهُ قد قيلَ لي أنهُ تقدمٌ ملحوظ ومبهرٌ لشخصٍ يركب الحصانَ للمرةِ الأولى في حياتهِ. كان شعوراً اشبه بالنصرِ او تحقيق هدف.



أما الموقف الذي لا استطيع التوقف عن الضحك كلما ذكرته! هو عندما أثارَ غضبي الحصان وجعلته يمشي بعدها رأيته يسرع حيث ظننتُ انها مجرد هرولة لكن سرعان ما كان يزيد من سرعته الى حين استوعبت انها يجري ووضعيتي كان تزيده جرياً! عشت لحظةً من الصراع النفسي... هل هو يركض؟ هل عليه التوقف؟ ساسقط؟ اترك الحبل! لا علي التمسك به وإلا سقطت!! اصرخ!! لا لم الصراخ!!
بينما كان يدور في ذهني هذا كنت اصرخ تارةً واسكت تارة وهكذا ولأول مرة اكتشف أنه يمكنني الصراخ!! وبنعومة أيضاً!! ياللعجب!! انني في رحلة اكتشاف النفس. 
فجأة! هدأ الحصان! وبدأ يهرول ثم يمشي وآنه كنت اضحك بشدة على نفسي وكذلكَ من معي وكلما اغمضتُ عينيّ وتذكرتُ الموقف ابدأ الضحك على نفسي!! حقاً، صدق من قال إن الإنسان اذا تخطى امراً عسيراً ضحك على نفسه!



كان يوماً غريباً من نوعه ورائعاً، اتمنى لو استطيع تجربة هذه المشاعر مجدداً وكأنها المرة الأولى! وقد نسيت تفصيلاً غايةً في الروعة، هو عندما حدثتُ أبي إنني اريدُ أن آخذَ دروس ركوب الخيل، استعجب قليلاً وعندما علم بأنني جربت ذلك أمساً إجابني "كيفج"! أليس امراً رائعاً؟ بينما استنفار واستنكار شديدين من امي!!

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

هل تصنع الرياضة ما تعجز عنه السياسة؟

كتبت هذا المقال للجرائد حيث لم يتم نشره، أظن ان السبب هو كثرة العدد حيث يفوق الألف كلمة. وكان تعقيباً لمقابلة أجراها المذيع فايز السادة مع عبدالله بونوفل وفيصل الشيخ و ماجد سلطان وكانت المقابلة تدور عن سبب ذهاب اللاعبين البحرينيين في مسيرات غير مرخصة وضد القانون. كتبته في الموافق السادس من ابريل 2011.
وكانت المقابلة في الموافق الثالث من ابريل 2011، لكنني لست متأكدة.




هل تصنع الرياضة ما تعجز عنه السياسة؟

ابدء سطوري و أنا لا أزال تحت تأثير الصدمة وأعجز عن التعبير. طوال هذه الفترة لم استطع البوح عن مكنوني أو بمعنى آخر عن "رأيي"، سيتسائل البعض لماذا حددت كلمة رأي؛ فجوابي هو.. انه طوال هذه الفترة امتنعت عن الكلام نهائياً خوفاً لأن أخسر أصدقائي وذلك لأنه الأغلبية العظمى من زملائي وأصدقاء دربي هم من المعارضة، خشيت خسارتهم لكني أقولها اليوم: "هم لم يخشوا خسارتي!" فقد كانوا يعبرون عن رأيهم بكل طلاقة وحتى أن البعض منهم تطاول! وهذا ما لم اعتد سماعه في حياتي قط...

حاولت مرة أن أبين حقيقة للجهة المعارضة بأن ليس كل ما ينشر عبر شبكة الانترنت حقيقي، فشاركت على حائطي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة. كانت صدمة عمري حين رأيتهم ينهالون علي بالاتهامات وإنني أصدق تلفزيون البحرين وأكذبهم وإلى مالا نهاية من أقوال. أنا لا أتكلم عن جميع أصدقائي، فأنا اعتبر نفسي اليوم في نقمة من بعد ما كانت نعمة، ألا وهي أن يكون لي أصدقاء فوق الأربعمائة على صفحة "الفيس بوك" فقط! ومنذ 14 فبراير إلى اليوم اكتشف شخص جديد يحذفني من القائمة. ألازلنا نخادع أنفسنا ونقول الموضوع ليس طائفي؟ وأغلبهم حذفوني من القائمة من دون سبب! أتساءل لو كنت أفعل كما يفعل المؤيدين.. ماذا سيفعلون؟

أنا اليوم وعدت نفسي بأن لا أكتم على نفسي أكثر.. فاليوم شعرت بإنقباض في قلبي بسبب الحالة النفسية التي مررت بها وهو استرضاء الطرفين مما يشعرني بالنفاق. فأنا لا أنافق العالم.. أنا انافق نفسي وربي فأنا يوم القيامة مسائلة عن قول الحق.

لن أقول إنني طوال هذه الفترة إلتزمت الصمت. لا، بل شككت في نفسي بأنني على الطريق الخطأ! لأنه كان جميع من حولي ضدي! تسائلت كثيراً حتى شكك أهلي فيني وفي ولائي. فلإثبات الحقائق يجب علي التحقيق والاطلاع على مجريات الأحداث. قمت في بحث عميق جداً، للأنني على علاقة وثيقة مع أصدقائي المعارضة، كنت اعرف تبعيتهم وخلف من يسيرون. نبشت في ملف كل شخص ورأيت حقائقهم. ولكن! ياللعجب! رأيت مجريات البحرين في العشرون عاماً الماضية عبر موقع "اليوتيوب"! يالسخرية..

بعد التحري، كانت المعطيات إنه كما تأثر الإعلام الغربي والخارجي، تأثرت أنا كذلك بنفس الطريقة؛ والجدير بالذكر بأنه كانت هناك حقائق كثيرة قد تغاظى الكثير من المعارضة عنها ولا أعرف السبب! ومسكوا الحبل من طرف التعاطف وليس تحكيم العقل والوجود بالأسباب.

في النهاية استطعت اثبات ذاتي لنفسي وإنني على صواب. فألتزمت الصمت المطلق بعدها. واكتفيت بهذه النتيجة لأنني كنت أسعى للحقيقة. إنما اليوم قررت الخروج عن صمتي بعدما رأيت الحلقة الصاعقة من برنامج "الراصد" الذي كان يتضمن حقائق اللاعبين. اقشعر كياني، كانت فعلاً صدمة مُدمعة!

وأثناء ذلك، كنت على تواصل مع بعض الأصدقاء المؤيدين للنظام عبر "الفيس بوك" وكانوا يطالبون بمطالب كعقوبة لهؤلاء وآخرون لديهم مقترحات وتطوير. فقررت بأن أجمعهم في مقال وأوصله للعالم.

حدثني مواطن قلق يطالب بعدم التهاون، وهم اليوم يحاولون الاستعطاف وكسب العطف والمسامحة ونحن في وقت لا يقبل التسامح وإنما المحاسبة كي نصنع جيل جديد بروح رياضية غير سياسية. فقد كُشفت المسألة وسقطت الأقنعة ولا مجال للتبرير.
بينما حدثتني أخرى، وقالت يجب فصلهم لخيانتهم وأن يكون هنالك إثبات لخيانتهم كإثبات لـ"حسن سيرة وسلوك" لكي لا يتساوى المواطن الصالح بالطالح.

من جهة أخرى، حدثني لاعب كرة قدم في أحد الأندية الناشئة سابقاً يدعى محمد، وهو الآن في العشرينات من عمره. كانت نظرته محورية حول اتحاد القدم. ولكن قبل التطرق في الموضوع، ابدى محمد رأيه في ما رأيناه في حلقة الراصد عن استيائه الشديد وإنه يجب التصرف في الموضوع بحكمة وعدل.

لكن عن الرياضة بشكل عام في البحرين، من الممكن تحويل هذا الحال الذي نمر به إلى فائدة وابتكار فرص كبيرة تصب في صالح المؤسسة العامة للشباب والرياضة. محمد يؤمن بأن الأندية في البحرين يجب أن تعطي الرياضيين الذين لم يلعبوا قط في أندية محلية فرصة، أو هؤلاء الذين حظوا بتجربة سيئة في نادي أجبرهم على ألا أن يتأهلوا لمرحلة الأندية. وأكمل محمد: "بصراحة، هناك الكثير من اللاعبين في مناطق شتة في البحرين لديهم مهارات ربما تتفوق على لاعبي المنتخب انفسهم وخصوصاً في رياضة القدم". وكذلك اضاف، "لدينا الكثير من اللاعبين المتميزين والموهوبين لكن لا نعرف كيف نسحب منهم هذه المهارة لصالحنا. لو نظرنا للدول الأخرى كالبرازيل والأرجنتين، سنلاحظ انهم ينتقون لاعبيهم من الشارع وفي النهاية، اليوم نراهم نجوماً! مثل تريفز وروبيرتو كارلوس و ريفالدو وغيرهم".

محمد أعطى فكرة رائعة لتطوير كرة القدم وفي نظري قد تفيد رياضات أخرى في البحرين ألا وهي لتسهيل عملية انتقاء اللاعبين، من الممكن أن نجري تدريبات تجريبية لأي رياضي بحريني، وتقسيمهم على المناطق والمحافظات ويديرها ويختار منها المدربين الخبراء في المجال تجنباً للتضليل في العملية الانتقائية للاعبين.

وأضاف: "الجميع عليه أن يحظى بفرص عادلة، وبذلك ستتطور رياضة البحرين ومن المحتمل انه في المستقبل سيلعبون في مستوى احترافي وبذلك أيضاً ستكون نقطة تحول كبيرة في مجال كرة القدم".

وتسهيلاُ للعملية، على الأندية أن يعلنوا التجارب في أماكن عامة، مثلاُ: نادي المحرق يضع اعلاناته لسكنة المحرق وضواحيها، ونادي النجمة يضع إعلاناته لسكنة الحورة والقضيبية، نادي مدينة عيسى لمدينة عيسى وهكذا. بهذه الطريقة، مهارات جديدة ستظهر. وفي الوقت ذاته، لن نكون بحاجة للاعبين غير موالين للبحرين والملك. وشدد على إنه بإمكاننا العثور على عدد كبير من اللاعبين الموالين للحكومة والملك واستبدالهم وهم أكثر مهارةً.

ولتكبير العدسة على النطاق الرياضي، اتجهت للاعب كرة سلة معتزل في نادي مدينة عيسى، لأجمع وجهات نظر متعددة وآراء وأفكار. يوسف حميد الذي ابتعد عن اللعب بسبب اصابته، انسان لم أرَ في حياتي مثله في وجهات نظره الثاقبة وولائه للوطن. يوسف أراد مني أن أحدد مذهبه في المقال ليعرف الناس توجهه، فهو شيعي ولا يريد لأحد أن يشكك في ولائه.

مقابلتي مع يوسف كانت بعكس محمد، محمد كان منطلقاً بأفكاره فهو من أبدى استعداده بينما مع يوسف فقد أعددت له الأسألة ليجيبني عليها. وبدأت أسألتي إن كان يرى للسياسة علاقة بالرياضة؟
-          فأجابني مشدداً على رأيه، بأنه لا توجد علاقة بتاتاً، القضية الوحيدة الموجودة وتتمحور في السياسة هي تمثيل الدولة في الخارج. أياً كان النادي الذي تلعب فيه مثلاً المحرق البحريني، الأهلي البحريني، الاتحاد البحريني... الخ. فأنت في النهاية تمثل البحرين.

وتعقيباً على انسحاب أحد الأفرقة لسبب سياسي وهي في مهمة لتمثيل البحرين في الخارج، ابدى يوسف رأيه: "إن كنت ضد الحكومة أو الملك، إنه لمن الخطأ ان انسحب عن المباراة، لأنه المباراة لا دخل لها بهذا الشيء وإنني في النهاية أمثل الوطن وليس الحكومة وإنه لو كنت تحب البحرين لما بدر منك هذا التصرف لأنه بذلك انت تفسد فرصة من فرص البحرين الرياضية ولا تطورها وتفيدها.

وفي سؤال آخر: كيف تصنع الرياضة ما تعجز عنه السياسة؟
-          أجاب بكل روح وطنية: هي لا تصنع شيء مسمى للسياسة، هي تصنع هدية.. ذكرى جميلة للبلد التي تمثله. على سبيل المثال كأس العالم، لو تمر على الذكرى مائة عام، ستبقى الذكرى خالدة ولن ينساها أحد بأنه في هذه السنة فازت هذه الدولة وستتكرر على ألسنة المواطنين في المناسبات الكروية فهي بصمة براقة في التاريخ.

في نهاية الموضوع نحن لا ننكر التطور الذي شهدته رياضة البحرين في هذه العشر سنوات. فأنا عن نفسي رأيت كيف هناك تطور وتألق بالأخص في الأفرقة النسائية والاهتمام الواضح. فنشكر المؤسسة العامة للشباب والرياضة على هذا الإهتمام والتطور الساحق الذي شهدته ساحتها.

ختاماً، نحن نرى بأنه على الدولة والجهات المعنية التحرك في موضوع توظيف طاقات جديدة في المنتخبات الرياضية ونحن على استعداد لترشيح أشخاص نرى فيهم الكفاءة وأننا لا نريد التهاون في العقوبات، فما حصل على شاشة تلفزيون البحرين في تاريخ الرابع من ابريل بمثابة الصفعة في النطاق الرياضي السياسي. وهذه الصور والفيديوهات قد تمحى من الأجهزة لكنها لن تمحى من قلوبنا او مسامعنا فهي كالصدى. فكما قال عبدالله بونوفل: "لقد رأيت الاندفاع الحماسي والتعبير!!" فهذا ما قتلنا فعلاً. وما آلمني شخصياً لم يكن الفيديو كيف أكرمهم الشيخ ناصر ووالده، فهذا المشهد اعتدت عليه في كل مناسبة رياضية يفوز بها المنتخب. ما آلمني فعلاً وقد حرق عيناي مُدمعاً ما قاله الاستاذ ماجد سلطان لعلاء حبيل. لو كنت مكان علاء لما تمالكت نفسي وفقدت احترامي لنفسي! فما قاله لم يكن مادياً بل معنوياً وهو ما كنا نتمناه في حياتنا كشعب.. مخاطبة الملك! كما قال بونوفل: "آنه بس اتمنى الملك يكلمني.. أتمنى بس!!". نعم بونوفل، نحن نتمنى ذلك فقط. ولن أنسى تسجيل محادثة الملك على الراديو فهي في هاتفي استمع لها بين الحين والآخر وكأنه يخاطبنا بدون حواجز! نعم مليكنا.. حبنا لك كل يوم يزداد.. عند الفاتح لنزول الطائرة العمودية لنا حيث ادمعنا ذلك الموقف الذي بين لنا "حقيقة الملك" ومحادثتك للراديو المحلي. أتمنى أن لا يحرمنا الملك من قربه هذا، فهو يكفينا وقد فقدناه في السنوات الماضية. حيث اعتدنا على زياراتك المفاجئة للمناطق والأحياء السكنية.

نصيحة: هذه النصيحة أوجهها كواجب وطني للشعب أجمع، ربتني عائلتي على احترام صورة الملك في كتبي الدراسية وعدم تعرضها لأي ضرر كان حتى لو شخطة من قلم، فهنا رأيت التربية الوطنية، سؤالي هو: هل الجيل الجديد نمت فيهم العائلات هذا الاحترام والولاء؟؟ فما رأيته من تمزيق وأشياء لا اريد أن انطق بها ومساس بصورة الملك صدمني واقشعر بدني ولا اريد رؤيته مرة أخرى.